فاجأ البنك المركزي الصيني أسواق المال أمس برفع أسعار الفائدة القصيرة الأجل في أول أيام عمله بعد عطلة طويلة وهو مؤشر جديد على أن البنك يتجه تدريجياً لتشديد السياسة النقدية مع ظهور بوادر استقرار على الاقتصاد، فيما أكدت بكين إنها لم تستخدم عملتها كأداة للحصول على مزايا تجارية وأن «طريق الحرير» يعزز التعاون الدولي في مواجهة خطر الانعزالية الذي تقوده الولايات المتحدة برئاسة ترامب. وقال بنك الشعب الصيني (المركزي) إنه رفع سعر فائدة اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) العكسي في عمليات السوق المفتوحة 10 نقاط أساس اعتباراً من أمس. كما رفع البنك أسعار الفائدة على القروض القصيرة الأجل في آليته التي تعرف باسم تسهيلات الإقراض الدائمة. وكانت الزيادات في أسعار الفائدة محدودة إلا أنها تعزز وجهات النظر القائلة إن السلطات الصينية عازمة على كبح تدفقات رؤوس الأموال النازحة وتقليص المخاطر التي تهدد النظام المالي جراء سنوات التحفيز التي زادت أعباء الديون. خطوات تدريجية ويتوقع المحللون أن أي خطوات جديدة ستكون تدريجية في ظل تقييم واضعي السياسات لتأثيرها على النمو الاقتصادي. ويرى المحللون أن البنك المركزي لن يتعجل رفع أسعار فائدة الإقراض الأساسية الآن. وذكر بنك الشعب الصيني أنه رفع سعر فائدة عمليات السوق المفتوحة لأجل 7 أيام إلى 2.35%من 2.25%وسعر الفائدة لأجل 14 يوماً إلى 2.50%من 2.40%وسعر الفائدة لأجل 28 يوماً إلى 2.65%من 2.55%. خفض اليوان إلى ذلك قالت الصين أمس إنها لم تستخدم عملتها قط كأداة للحصول على مزايا تجارية بعدما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكين لإضرارها الشركات والمستهلكين الأميركيين بتخفيض قيمة اليوان. وأدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ بهذا التعليق خلال إفادة صحافية دورية. من جهة أخرى قال أكبر دبلوماسي صيني إن مشروع «طريق الحرير» سيساعد في تعزيز التعاون الدولي في وقت يتنامى فيه خطر الانعزالية. وقال رئيس مجلس الدولة يانغ جيه تشي لصحيفة تشاينا ديلي الرسمية أمس إن مبادرة «حزام واحد طريق واحد» التي تدعو لإقامة مشاريع بنية أساسية على طول أراضٍ تاريخية وممرات تجارية بحرية تساعد في «مواءمة تطور الصين مع تطور دول أخرى». وذكر أن «المنافع المشتركة» لمشروع طريق الحرير تتناقض مع ارتفاع «الأصوات المناهضة للعولمة» وتحول نحو «الانعزالية والتفكير الذي عفا عليه الزمن واتفاقيات التجارة المفككة». ويأتي هذا في وقت تلعب فيه الصين دوراً كقوة استقرار في قضايا مثل التجارة الدولية وتغير المناخ في ظل بداية مضطربة للرئيس الأميركي ترامب . ودافع الرئيس الصيني شي جين بينغ بحماس أثناء كلمة في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس بسويسرا عن العولمة ولمّح إلى رغبة بكين في لعب دور أكبر على الساحة الدولية. ووقع ترامب أمراً بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي، وهدد بفرض قيود تجارية على المكسيك، ووجه انتقادات للصين، وفرض حظراً مؤقتاً على دخول اللاجئين للولايات المتحدة. وتستضيف الصين مؤتمراً دولياً بشأن مشروع «حزام واحد طريق واحد» في مايو. تسهيلات في أواخر يناير الماضي رفع المركزي الصيني أسعار فائدة تسهيلات القروض المتوسطة الأجل للمرة الأولى منذ تدشينه لأداة السيولة في 2014. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها أحد أسعار الفائدة الأساسية منذ يوليو 2011.