أعلنت الأمم المتحدة أن أيام «داعش» في العراق باتت «معدودة»، وأشاد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش، خلال إحاطة مجلس الأمن بأنشطة مكتبه في بغداد بـ «شجاعة قوات الأمن والحشد الشعبي والبيشمركة»، وأعرب عن قلقه إزاء تقارير عن «عمليات نهب تتعرض لها منازل في الموصل، على أيدي مجموعات المقاومة المحلية والأهالي العائدين»، وطالب بـ «التعامل معها وفق القانون». وقال كوبيتشفي إحاطته الليلة قبل الماضية: «اسمحوا لي أن أبدأ بالإشادة بشجاعة قوات الأمن العراقية، بما فيها الحشد الشعبي والبيشمركة والمتطوعين من أبناء العشائر، وكذلك صبر الشعب العراقي. لقد أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 24 كانون الثاني (يناير) الماضي، انتهاء العمليات القتالية في الجزء الشرقي من الموصل بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء العملية هناك». وأكد أن» أيام ما يسمى بداعش صارت معدودة، وفي فترة ما بعد التنظيم سيكون العراق في حاجة إلى دعم ومساعدة متواصلين وكبيرين من المجتمع الدولي، بما في ذلك شركائه الإقليميين». وحذر من أن «أي إحجام مفاجئ عن المشاركة والدعم يعني تكرار أخطاء الماضي، وسيكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار خارج حدود العراق، وحتى على مستوى العالم». واتهم «داعش» بـ «استهداف المدنيين الذين يحاولون الهرب من مناطق سيطرته عمداً، وبقصفهم بصورة عشوائية في المناطق المحررة، ويستخدمهم دروعاً بشرية، ويتمركز في داخل المستشفيات والمدارس وبالقرب منها». ولفت الى أن «المفهوم الإنساني للعمليات الذي تتبناه الحكومة العراقية وقوات الأمن، بما في ذلك قوات الحشد الشعبي، أولويته حماية المدنيين على نحو لم يسبق له مثيل خلال التخطيط للعمليات العسكرية وتنفيذها، بالاستناد إلى دروس مستنبطة من أخطاء التحرير السابقة». ولم يخف كوبيتش قلقه «إزاء بعض التقارير التي تفيد بنهب ممتلكات المدنيين وتدميرها من عدد من الجماعات المسلحة التي تساند قوات الأمن، لا سيما بعض من جماعات المقاومة المحلية في نينوى». وأضاف: «على سبيل المثال، في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2016 أفاد مصدر موثوق فيه بأن قرى أبو جربوع وقره تبه وكوري كريبان وبزواية في قضاء بعشيقة نُهبت بشكل منظم من أفراد جماعة المقاومة الشعبية. وفي منطقة كوكجلي أفادت مصادر موثوق فيها بأنه بتاريخ 12 كانون الأول 2016 نهبت مجموعة من المقاومة الشعبية منازل العائلات السنية. وبتاريخ 7 كانون الثاني، أفادت المصادر بأن المدنيين في حي القاهرة في الموصل نهبوا المنازل، بعد انهيار داعش». وشدد على ضرورة أن «تضمن الحكومة الأمن وتعمل على استعادة سيادة القانون في كل المناطق التي تم تحريرها، وعدم ارتكاب مثل هذه الحوادث والتعامل مع المرتكبين وفق القانون». وتابع: «ثمة خبر سار آخر، وهو أن 70 مدرسة فتحت أبوابها من جديد (بعد إغلاق دام سنتين) في المناطق المحررة من الموصل وباقي المناطق في المحافظة، بمساعدة من منظمة يونيسيف وشركائها في كثير من الحالات، ومن شأن توفير التعليم والأنشطة غير المدرسية وخدمات الحماية الخاصة بالطفولة، أن تمنح الأطفال الذين ظلوا محرومين من ذلك لوقت طويل، فرصةً للبدء بالتعافي واستعادة نمط حياتهم الطبيعي تدريجاً». وكشف أن «الاعتداءات الإرهابية الجبانة المستمرة التي يرتكبها داعش مستهدفاً المدنيين في مناطق كثيرة من البلاد، ازدادت منذ مطلع العام. ففي ليلة رأس السنة هاجم انتحاريان المدنيين في منطقة ذات غالبية شيعية في بغداد، ما أسفر عن قتل 28 شخصاً على الأقل، وفي اليوم التالي، أسفر هجوم على نقطة تفتيش للشرطة في محافظة النجف عن قتل سبعة أشخاص، وبتاريخ 2 كانون الثاني انفجرت سيارة مفخخة في حي شيعي في مدينة الصدر ما أدى إلى قتل 24 شخصاً على الأقل وإصابة 60 آخرين» واعتبر أن «هذه المحاولات البائسة لزرع بذور الإرهاب والإيقاع بين أبناء الشعب لم تزد المخاوف الأمنية لدى المواطنين والحاجة الملحة لاتخاذ الحكومة إجراءات أكثر فاعلية لمنع الارهاب فحسب، ولكنها زادت الحاجة إلى دحر التنظيم أيضاً».
مشاركة :