نددت موسكو بـ «همجية» كييف، بعد مقتل مدنيين في قصف مستمر طاول مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية والانفصاليون الموالون لروسيا، في شرق أوكرانيا. وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 3 من جنودها وعامل إغاثة الخميس، علماً أن القتال أوقع هذا الأسبوع 33 قتيلاً، بينهم مدنيون، وعشرات الجرحى. ودعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تراقب الهدنة، جانبَي النزاع إلى «وقف القتال». ولفتت وزارة الخارجية الألمانية إلى «تراجع في النشاطات العسكرية» في شرق أوكرانيا أمس، مستدركة أن «انتهاكات وقف النار تبقى كثيرة جداً». واتهمت وزارة الخارجية الروسية القوات الأوكرانية بانتهاك اتفاق جنيف، بقصفها مناطق مدنية في شرق أوكرانيا واستخدامها أسلحة محظورة، وفق اتفاق مينسك لوقف النار. واعتبرت ناطقة باسم الوزارة أن ليس هناك ما يبرّر «همجية» كييف، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية قصفت بكثافة مناطق يقيم فيها نساء وأطفال. أما الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف فأعرب عن أمله بأن يكون لدى الانفصاليين في شرق أوكرانيا ما يكفي من الذخيرة للرد على «عدائية» الجيش الأوكراني، داعياً إلى «إقناع كييف بالتخلي عن هذه الأفعال الطائشة التي من شأنها أن تقوّض عملية مينسك للسلام». وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حمّلت موسكو مسؤولية تصاعد العنف في شرق أوكرانيا، إذ قالت في أول تصريحات لها أمام مجلس الأمن: «مؤسف أن عليّ، في أول ظهور لي هنا، أن أدين الأفعال العدوانية لروسيا... نريد تحسين علاقاتنا مع روسيا، لكن الوضع الرهيب في شرق أوكرانيا يتطلّب إدانة واضحة وقوية للتصرفات الروسية». وأكدت أن «الولايات المتحدة تقف مع شعب أوكرانيا الذي يعاني منذ ثلاث سنوات، تحت الاحتلال الروسي والتدخل العسكري»، معتبرة أن «الأزمة تستمر إلى أن تحترم روسيا والانفصاليون الذين تدعمهم، سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها». ودعت إلى «إنهاء فوري للاحتلال الروسي للقرم»، وزادت: «القرم جزء من أوكرانيا وعقوباتنا المرتبطة به ستبقى إلى أن تعيد روسيا إلى أوكرانيا السيطرة على الجزيرة». وكان لافتاً أن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «لاحظ تغيّراً في نبرة» واشنطن، وتابع: «ما زلنا في بداية الطريق، وآمل بأن تؤدي بنا إلى شيء بنّاء أكثر». إلى ذلك، أسِف بيسكوف لـ «مـوقف عدائي» من وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، مؤكداً أن مزاعمه بلا أساس». وكان فالون اعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختار أن يصبح منافساً استراتيجياً للغرب، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. وأضاف: «نرى دولة أوجدت، عبر سلاح التضليل، ما قد نراه الآن عصر ما بعد الحقيقة. واضح أن روسيا تختبر الحلف الأطلسي والغرب، وتسعى إلى توسيع نفوذها وزعزعة استقرار دول وإضعاف التحالف». وحضّ «الأطلسي» والغرب على «تعزيز جهود التصدي للواقع الكاذب الذي يُروّج له، من خلال تضليل معلوماتي على الطريقة السوفياتية».
مشاركة :