لندن - كونا، أ ف ب - شددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على أن بلادها ستقوم بكل ما يلزم لحماية أمنها القومي من الأنشطة «العدائية» الروسية ضد عدد من الدول الأوروبية. وفي كلمة لها خلال مأدبة عشاء أقامها عمدة لندن مساء أول من أمس، ندّدت ماي بما تقوم به موسكو من «أعمال عدائية»، قائلة «نحن نتخذ الاجراءات اللازمة للتصدي للأنشطة الروسية... ولكننا لا نريد العودة الى الحرب الباردة ولا الدخول في مواجهة مستمرة معها»، ومعربة عن أملها في أن تسلك موسكو «طريقاً مغايرة». وتابعت «نحن نعلم ما تفعلون ولن تحققوا مبتغاكم أبداً» في إشارة إلى روسيا، مؤكدة أن «المملكة المتحدة ستقوم بكل ما يلزم لحماية نفسها وستعمل مع حلفائها للغاية نفسها». كما دانت «الأعمال العدائية» التي قامت بها روسيا ضد الدول الأوروبية، وفي مقدمتها «عملية الضم غير الشرعية للقرم الأوكرانية، ودعم المتمردين شرق أوكرانيا، وقيامها مراراً بانتهاك المجال الجوي لدول أوروبية كثيرة، وضلوعها في حملات التجسس الإلكتروني، والتدخل في الانتخابات، وقرصنة وزارة الدفاع الدنمركية والبوندستاغ» الألماني. ولفتت إلى أن «روسيا تسعى إلى جعل الإعلام سلاحاً بإيعازها إلى وسائل الإعلام التي تديرها الدولة لنشر معلومات كاذبة وصور مفبركة بهدف زرع الشقاق في الغرب وتقويض مؤسساتنا». وشددت على أهمية القيام بعدد من الإجراءات «للتصدي للاعتداءات الروسية»، وذلك من خلال «إصلاح حلف شمال الأطلسي، من أجل الردع والتصدي بشكل أفضل لأنشطة روسيا العدائية، وزيادة الدعم العسكري البريطاني لاوكرانيا وتعزيز سياسة المملكة المتحدة في مجال الأمن السيبراني». في السياق، أفاد ناطق باسم ماي أن بريطانيا لم ترصد دليلاً على «نجاح أي تدخل مباشر في نظام الاقتراع»، وهو واحد من أقوى الأنظمة على مستوى العالم. وقال للصحافيين «كنا واضحين في أننا نعتقد أن نظامنا الانتخابي من بين الأقوى على مستوى العالم... لا أعتقد أننا رأينا أي دليل على نجاح أي تدخل مباشر». على صعيد آخر، صوّت نواب بريطانيا لصالح فرض ميزانية على أيرلندا الشمالية، في تحرك ينظر إليه على أنه خطوة نحو فرض السلطة المباشرة على المقاطعة التي تتمتع بشبه حكم ذاتي والعالقة منذ أشهر في خلاف بين القوميين والوحدويين. وعرض وزير شؤون أيرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية جيمس بروكنشاير الميزانية بـ«تردد كبير»، لافتاً إلى أنه لم يكن هناك «أي خيار آخر»، بعد فشل جهود استمرت على مدى أشهر لتقريب وجهات النظر بين طرفي برلمان بلفاست، حيث يتقاسمان السلطات. وقال للنواب: «كنت أفضل، من دون شك، أن تضع حكومة في أيرلندا الشمالية ميزانيتها»، لافتاً إلى أن وضع الميزانية «كان ضرورياً لضمان استمرار سير الخدمات العامة». ولا تزال أيرلندا الشمالية من دون حكومة منذ أكثر من 10 أشهر، بسبب فشل أكبر حزبين في المقاطعة، «الحزب الوحدوي الديموقراطي» و«حزب شين فين»، في الاتفاق على حكومة.
مشاركة :