نظم معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس أول من أمس أمسية تكريمية للمفكر الجزائري الراحل محمد أركون، تحت عنوان «قراءة في النصّ القرآني مع محمد أركون»، وذلك في إطار أنشطة «خميس المعهد» الثقافي الأسبوعي. وتطرق المشاركون إلى المقاربات التي طرحها المفكر لإعادة دراسة النص القرآني وقراءته قراءة تجديدية. وتأتي هذه الأمسية بمناسبة صدور النسخة النهائية لكتاب محمد أركون الذي يحمل عنوان «قراءات في القرآن»، عن دار النشر الباريسية الشهيرة «ألبان ميشال» في أبريل (نيسان) من عام 2016. وقد استهلت الأمسية، التي أدارها الفيلسوف والناشر الفرنسي فرنسوا ليفوني، بعرض مقاطع حوارية تحدث فيها المفكر الراحل محمد أركون من خلال برنامج أسبوعي خاص بالإسلام على القناة الثانية الفرنسية. هكذا بدا أركون حاضرًا يتحدث للجمهور بصراحته ونفاذ بصيرته وعمق تحليله الذي تميز به، خاصة وقد عرف بحرصه في كل حواراته المتلفزة على إيصال أفكاره ببساطة وأناقة إلى الجمهور غير المتخصص. وقد شارك في الأمسية، التي حضرها جمع كبير من المثقفين وأصدقاء الراحل، الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران، والأكاديمي مهدي عزايز، المتخصص في الدارسات القرآنية في الإسلام المبكر وأستاذ مساعد بكلية اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة لوفن في بلجيكا، وجان موتابا المسؤول عن سلسلة «روحانيات» في دار نشر «ألبان ميشيل» التي صدر عنها كتاب أركون هذا. وقد دعت الدكتورة نايلة السليني، أستاذة الحضارة الإسلامية في الجامعة التونسية، في مداخلتها إلى «تعميم مشروع محمد أركون وفكره، الذي يدعو إلى تجديد الفكر العربي الإسلامي وإحداث ثورة فكرية أخلاقية تنطلق من تحرير العقل والوعي الجماعي وإعطائهما مكانة جديدة في مجتمعاتنا لمحاربة الفكر الأصولي وكل أشكال التعصب». أما الباحث الأكاديمي بيار لوري، مدير كرسي الدراسات الإسلامية في كلية العلوم الدينية بباريس، فقد أشار إلى الصرامة العلمية والدقة والانضباط التي تميز بهم أستاذُه ومشرفُه محمد أركون، كما أشار إلى حرص أركون على حث طلابه على انتهاج البحث العلمي الرصين في مسارهم الفكري. وفي ختام الأمسية الفكرية ألقت أرملة المفكر كلمة شكرت فيها معهد العالم العربي في باريس على احتضانه تلك الأمسية التكريمية.
مشاركة :