بيروت - قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن فكرة المناطق الآمنة لن تنجح داخل سوريا في حماية الفارين من الحرب الدائرة في البلاد منذ ما يقرب من ست سنوات. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه "سيقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سوريا" للفارين من العنف وإن أوروبا أخطأت حين أدخلت ملايين اللاجئين إليها. وقال فيليبو جراندي رئيس مفوضية اللاجئين في مؤتمر صحفي في بيروت "لا أرى في سوريا الظروف (المواتية) لإقامة مناطق آمنة ومن ثم فمثلما قلت وربما بعض من تغريداتي دعونا لا نضيع الوقت في التخطيط لمناطق آمين لن تتم إقامتها لأنها لن تكون آمنة بدرجة كافية لعودة الناس". وفي اجتماع مع غراندي الجمعة قال الرئيس اللبناني ميشيل عون في وقت سابق إن القوى العالمية يجب أن تعمل مع حكومة دمشق لإنشاء مناطق آمنة في سوريا حتى يتسنى للاجئين العودة لبلادهم. وفر مليون سوري على الأقل منذ 2011 إلى لبنان الذي يقدر عدد سكانه الإجمالي بأقل من ستة ملايين. وقسمت الحرب سوريا إلى مناطق يسيطر عليها الرئيس بشار الأسد وأخرى تسيطر عليها جماعات مختلفة من المعارضة المسلحة التي تقاتل للإطاحة به وأخرى خاضعة لسيطرة مسلحين أكراد وأخرى تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. ووفقا لوثيقة فمن المتوقع أن يأمر ترامب البنتاغون ووزارة الخارجية بوضع خطة لإقامة مناطق آمنة وهي خطوة قد تزيد من التورط العسكري الأميركي في سوريا. ولم يوفر ترامب تفاصيل عن المناطق المقترحة فيما عدا القول إنه سيجعل دول الخليج تدفع تكلفتها. وحراسة المناطق الآمنة قد يثبت أنه مهمة صعبة في منطقة حرب تنتشر فيها الجماعات المسلحة. وقال غراندي الذي أنهى منذ وقت قليل زيارة إلى سوريا إن وكالته لم يتواصل معها أي طرف بشأن خطط المناطق الآمنة وليس لديها أي تفاصيل عما قد يشكل منطقة آمنة وكيفية تنفيذها. وقالت الحكومة السورية الاثنين إن أي محاولة لإقامة ما يسمي بمناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق هو "عمل غير آمن" ويشكل انتهاكا للسيادة السورية.
مشاركة :