اختتمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» ورشة تدريبية بعنوان «أريد أن أكون»، على مدار يومين، وبواقع أربع ساعات يومياً؛ استهدفت طلبة من سن خمسة عشر عاماً فما فوق، وبحضور أحد الوالدين. وحاضر خلال الورشة الاستشاري النفسي الدكتور خالد أحمد عبدالجبار، أخصائي العلاج المعرفي والسلوكي والطب النفسي والإدمان والمدرب المعتمد في التنمية البشرية والسلوك وحصرياً في النظام التشغيلي للتفكير. قال الدكتور خالد أحمد عبدالجبار مدرب الورشة: «إنها هدفت لفهم الأبعاد النفسية للذات وحدودها وإدراك سلامها الداخلي وأنه يرجى منها تحقيق فائدة أن يتسنى للمشاركين أن يصبحوا كما يريدون دائماً ناضجين، وطموحين، وحيويين، وناجحين، وسعداء ومنتجين». وناقشت الورشة العديد من الموضوعات المتعلقة ببناء الشخصية نفسياً ومنها المجالات الخمسة وتطبيقاتها ومناطق التحكم والبرادايم المعرفي (صندوق الإدراك المعرفي) وهو مجموع ما لدى الإنسان من خبرات ومعلومات ومعتقدات وأنظمة مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة وهو بمثابة نظارة العقل أو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة وهو حاكم للتغيير في كل مراحله وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر. كما ناقشت موضوع السلام النفسي الداخلي والذي يتحقق بإجراء جرد للشخصية والأهداف الشخصية وإعادة تقويم السمات السلبية وتحويلها إلى إيجابية والتخلي عن محاولة السيطرة على الأمور التي يستحيل تغييرها في حياتنا والتركيز على اللحظة الراهنة والعمل على زيادة الوعي الخاص وملاحظة الأفكار وإيجاد منطقة للتأمل الهادئ يرتبط التأمل بشكل رئيسي مع المناطق التي تحتوي على أماكن بها انعكاسات هادئة والتقليل من الإزعاج والبدء في التأمل وتجريب التخيل والتصور. وطرحت الورشة العديد من الموضوعات الخاصة ببناء النفسية السليمة مثل التعريف بمفهومي الحاسة السابعة والثامنة وكيفية التعبير عن المشار بدون إيقاع الضرر على الآخرين وحدود الشخصية (جوهرة النضوج في العلاقات وتكوين الهوية النفسية وتوكيد الذات) وكذلك أساليب التواصل حسب نظرية جون ناش للتوازن في الفريق الواحد. وقد تفاعل الآباء والأبناء مع المحاضر بكثير من الحيوية والرغبة في التعلم وقام المشاركون خلال الورشة بعمل بعض التمرينات لتقوية ما تم تعلمه في الورشة، ومن ذلك الأسلوب الأمثل للتعارف وإقامة علاقات الصداقة كما قاموا بتنفيذ جلسة استرخاء جماعية. وقد تم تقديم الورشة مدعمة بالرسومات والصور المعززة للصحة النفسية من تصميم الدكتور خالد أحمد عبدالجبار، التي ساعدت في استيعاب المتدربين للمصطلحات والمفاهيم النفسية المطروحة خلال الورشة. واختتم البرنامج الذي استند على مجموعة مدارس في علم النفس بهمسات نفسية تربوية في آذان أولياء الأمور والمربين. البنعلي: إشراك الآباء لتجاوز أزمات الأبناء قال محمد البنعلي المدير التنفيذي للجمعية إن تجربة إشراك أولياء الأمور في ورش ودورات تدريبية تخص أبنائهم تعد تجربة خلاقة تهدف إلى إسهامهم في الوصول إلى حلول تساعد هؤلاء الأبناء على تجاوز العقبات التي تعترض حياتهم والتغلب عليها بمساعدة أقرب الناس إليهم والحرص على حياة كريمة تؤمن لهم مستقبلا مزهرا. وأضاف: «إنه سبق للجمعية تنظيم برامج جمعت بين الأمهات والبنات كبرنامج «رحلتي مع أميمتي» الذي أطلقته الجمعية خلال العام الماضي ولقي قبولا واستحسانا من قبل الأسر المشاركة والمراقبين». كما تحدث البنعلي عن البرامج الموجهة للأسرة وللأبناء خاصة أولئك الذين يجلسون على مقاعد الدراسة، وأن هذه البرامج معتمدة وفق الخطة الاستراتيجية المحدثة لـ «وياك» والمتضمنة في رسالة الجمعية والمتمثلة في إذكاء الوعي في مجالات الصحة النفسية، وتقديم أفضل خدمات الإرشاد النفسي، ومساندة متلقي الخدمات والدفاع عن حقوقهم، من خلال تنفيذ الأنشطة التوعوية والبرامج التدريبية. مشاركون: المؤسسة لها السبق في تكوين مجتمع أفضل عبر المشاركون في الورشة عن سعادتهم بهذه المشاركة التي حققت لهم جوانب مهمة في تعزيز صحتهم النفسية، فقالت السيدة نور السيد أحمد والدة المشارك إبراهيم الحتو: «هذه الورشة حددت الكثير من الخيارات التي من شأنها فتح آفاق جديدة لانطلاق الطلبة نحو مستقبل أفضل»، مؤكدة أهمية قيام جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» بتقديم هذا النوع من ورش العمل في المؤسسات التعليمية ليتسنى تحقيق الفائدة لعدد أكبر من الطلبة. بدوره قال المشارك أحمد الأشرف إن الورشة نجحت فعلا في تكوين صورة جديدة للحضور من أجل مواجهة المستقبل بصورة أفضل وأتاحت له فرصة لتحديد مستقبله الدراسي. أما والدته الدكتورة غادة ربيع فقد أكدت على سهولة عرض محتوى الورشة، وقد تمكن المحاضر أن يخاطب بلغته القريبة من النفس الطلبة وأولياء أمورهم. ورأت المشاركة سوسن عصام أن الورشة فتحت أمامها الآفاق الواسعة للتعامل مع المنهج الدراسي وتحديد أفضل لمستقبلها الدراسة والمهني، في حين أكدت المشاركة إيثار السماني على أهمية تنظيم عدد من الورش المشابهة للصغار والناشئة، فهم -حسب وجهة نظرها- يشكلون المستقبل لهذه الأمة، فإن تم الاعتناء بهم في هذه المرحلة العمرية فسيكون لـ «وياك» قصب السبق في تكون مجتمع أفضل، وتكون هذه الجمعية قد أدت دورها المجتمعي على أحسن وجه.;
مشاركة :