أكد مصدر أمني في محافظة نينوى، أمس، أن عددا من عناصر داعش وقيادته الميدانيين، بدأوا نقض بيعتهم لزعيم التنظيم، أبي بكر البغدادي، بعد أن رفضوا تنفيذ عمليات انتحارية، مرجعا أسباب ذلك إلى غياب البغدادي الطويل، الذي أثر على قيادات التنظيم، واعتبروه عاجزا عن إدارة المعارك وفاقدا للقدرة على تحريك التنظيم. وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، فقد أشار المصدر - الذي رفض ذكر اسمه-، إلى تفاقم الانشقاقات في صفوف التنظيم، حيث إن الضربات الموجعة التي يتلقونها في العديد من الميادين في الموصل أربكت صفوفهم، وذلك بعد أن خسروا مناطقهم في معظم مناطق المدينة، فيما تستعد القوات العراقية لاقتحام المتبقي. وكشف المصدر أن الأخبار المتداولة عن مقتل البغدادي زادت فقدان الثقة لدى العناصر الميدانية والقيادات، تزامنا مع نقض القيادي في التنظيم المكنى بـ "أبو عبدالله الشامي" لبيعة البغدادي، بعد أن كان يقاتل في أحياء الموصل المتفرقة، بدعوى أن "البيعة للمجهول تعتبر باطلة، وافتقاد القائد للقدرة على "إدارة المعارك"، حسب وصفه. إلى ذلك، أكد تقرير صادر عن موقع "مونيتور" الأميركي للدراسات، أن ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تسعى لفتح مكاتب لها في المناطق ذات الأغلبية السنية، رغم عدم وجود قاعدة جماهيرية لها في تلك المناطق، مستشهدا بافتتاح مكاتب الحشد مؤخرا في مدينة الفلوجة. وأوضح التقرير أن خطوة الحشد في فتح المكاتب تعتبر تمهيدا صريحا لبسط نفوذها في تلك المناطق، إلى جانب تهجير سكانها الأصليين، وهو الأمر الذي عدّه نواب عراقيون بمثابة تطهير طائفي جديد، يهدف لرسم خريطة سكانية جديدة للطوائف، وفق طموحات الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران. معاناة الفلوجة أبان التقرير أن مدينة الفلوجة التي حُررت من تنظيم داعش مؤخرا، باتت تمتلئ بمكاتب ومناديب ميليشيات الحشد الشعبي التي تفرض إملاءاتها على القوات المحلية الموجودة هناك، مشيرا إلى أن سلطة تلك الميليشيات أصبحت أقوى حتى من سلطة القوات الأمنية والسياسية في البلاد. ونقل التقرير شهادات عن بعض السكان المحليين في الفلوجة، أبدوا فيها استياءهم من تعليق الميليشيات لصور عناصر طائفية وبعض الكتابات الأخرى على جدران المدينة وفي الطرقات المختلفة، لافتا إلى أن السكان يتذمرون من محاولات إيران التمدد في المناطق ذات الأغلبية السنية، عبر استخدام الميليشيات المسلحة الموالية لها، وأبرزها الحشد الشعبي. وكان البرلمان العراقي قد أدرج مؤخرا ميليشيات الحشد الشعبي ضمن المؤسسات العسكرية الرسمية في الدولة، وهو الأمر الذي يراه قادة الحشد ذريعة للتحرك بحرية داخل البلاد. فصائل الحشد اختتم التقرير بأنه في أواخر العام الماضي، قامت فصائل تتبع لميليشا الحشد مثل "حزب الله" و"منظّمة بدر" و"كتائب الشهيد عليّ الأكبر"، بفتح ثلاثة مكاتب في الرمادي والفلوجة، مشيرا إلى أن استفزاز السكان المحليين بمثل هذه الخطوات يعتبر أمرا يؤدي لتأزيم الوضع الأمني والاجتماعي في البلاد. وخلص التقرير إلى أن بغداد يجب أن تتحرك لمواجهة الاتهامات الدولية التي تشير إلى وجود ميليشيات مسلحة متهمة بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان داخل مؤسسات الدولة، فضلا عن أن تلك الميليشيات لا تخفي موالاتها لإيران، على حساب الدولة العراقية، مشددا على ضرورة قيام القوات المحلية بالتعاون مع السلطات الرسمية بالحفاظ على الأوضاع واستقرار الأمن بعد هزيمة داعش، حتى لا تتخذ تلك الميليشيات هذه الذريعة وتفرض هيمنتها على تلك المناطق. المشهد العراقي انشقاقات متزايدة في داعش غياب مطول لزعيم التنظيم منع النازحين من العودة لمنازلهم استعدادات لإكمال تحرير الموصل تزايد حالات النهب والسلب استياء مترايد من الحشد الشعبي
مشاركة :