تقول والدة النجم المصري (عصام الحضري) إنها كانت تُخفي ملابسه الرياضية، كي يهتم بتعليمه ويكمل دراسته، بل إنَّ والده سبق وأحرق (ملابسه الرياضية) لمنعه من الاستمرار في هذا الطريق، الذي بدأه (بكرة شراب) في الشارع، ومع إصراره على اللعب، كنتُ أنا وإخوته نساعده (خلسة) بعيداً عن أنظار الأب الرافض كلياً لهذه الفكرة، واستمرت الأمور بهذا الشكل حتى وقعت أكثر من (خناقة) بسبب اللعب.. ولكن عصام أصرَّ على تحقيق حلمه رغم كل هذه الصعوبات العائلية. اليوم وبعد أن تجاوز عصام (الرابعة والأربعين) من سنين عمره، بات حديث الصحافة العربية والعالمية، وأمل الشارع المصري (كحارس أسطورة) للمنتخب القومي، وأرجو أن يكون نجح (ليلة البارحة) مع زملائه في تتويج المنتخب العربي المصري كبطل (للقارة السمراء)، خصوصاً وأنه قدم نموذجاً رائعاً لأبطال اللعبة في المباريات الأخيرة. في (كفر البطيخ) عادة ما تتمددُ الحاجّة (فتحية البحيري) على سريرها لتتابع وتدعو (لابنها البطل) على شاشة التلفزيون وهو يرسم الابتسامة وينشر الطمأنينة في كل بيت مصري، عندما يذود عن مرمى (منتخب بلاده) وسط دعوات وإعجاب عشرات الملايين من المصريين، (عصام) الابن سعيد اليوم، كأقصى طموح يُمكن أن يبحث عنه (الوالدان) من أجل رسم مُستقبل ابنهما، وهو ما يجب ان ينتبه له كل (أب و أم) عندما يخططون لمُستقبل الأبناء، فالسعادة والنجاح والتميز لا تحققها آمال وطموحات الآباء فقط. منحُ (الحرية الكاملة) وزرع الثقة في الأبناء ليشقوا طريقهم بأنفسهم في هذه الحياة، ودعمهم ليبحثوا عن سعادتهم بطريقتهم الخاصة التي يرونها ولو في (مهن وهوايات) صغيرة وغير مقنعة بالنسبة (لجيل الآباء) ربما رسم السعادة للوطن والأمة بأسرها وليس (للوالدين) فحسب، كما حدث في قصة النجم (عصام الدين كمال توفيق الحضري) الذي رفع اسمَ والده وبلاده معاً. من حق الأب أن يحلم بأن يرى ابنه (طبيباً، مهندساً، طياراً..)، ولكن من حق الابن -كذلك- أن يختار مُستقبله بنفسه فربما كان في ذلك (سعادة غائبة) للجميع. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :