يحدثُ هذا فقط في زمن (كورونا)، عندما تم تجاوز شيء من العيب في مُختلف الثقافات البشرية، فالفارس العربي (الشهمُ الجهبذُ) لا يُخفي شغفه بنزال (المرأة) في مطبخها، ومُنافستها لصُنع ألذِّ الطعام وأشهاه، فيما عكف آخرون في ثقافات مُغايرة على (رعاية أطفالهم) في المنازل بعد فقدان وظائفهم، حتى تواصل النساء العطاء بأدوار (وظيفية ومهنية) لم تتعطل أو تتوقف بسبَّب جائحة (كورونا)، الأمر الذي جعل (نساء كُثر) يتطلعنَّ في الثقافة الجديدة لإعادة تقسيم الأدوار والأعباء المنزلية بين المرأة والرجل بالتساوي وفق مُعطيات العصر ومُحدِّداته، ما يؤكد أن البشرية من أقصاها إلى أقصاها تعبرُ (منعطفًا ضيقًا) قد لا يُحسن كثيرون عبوره بسلام، بدليل ارتفاع مُعدلات طلب الطلاق عالميًا، حتى قيل إن دعاة ومناصري شعار وتوقيع (سأنهي زواجي بمجرَّد انحسار الوباء) على منصة (زيهو الصينية) بلغوا مئات الآلاف - بصريح العبارة المُباشرة- هكذا دون خوف أو تردَّد، وغيرهم كثير من الشعوب والثقافات في أنحاء متفرقة من المعمورة، فهل اللوم يقع على (كورونا) بالفعل؟ يبدو أن ضغوط العزل المنزلي التي خلفها (كورونا)، ليست سوى (شماعة أخرى) يُعلِّق عليها البشر خلافاتهم الزوجية، فمن (ضاق بزوجته ذرعًا) ونشد الفراق لعن (كورونا) بحسب لغته وثقافته، تمامًا مثل من اتهم (كورونا) بأنها السبَّبُ في عدم الوفاء بالدين وسداده، ما يؤكد أن الصديق الهارب والمارق سيبِّرر الجفاء وقطيعة التواصل بـ(أعراض) المرض حتى لو كان صحيحًا مُعافى، ومثله صاحب العمل الذي سيجدُّ في (كورونا) سببًا للتخلص من (العامل الكسول) و(الموظف المُجتهد) معًا، لذا لا تلم أحدًا على شيء فعله في هذه المرحلة، اكتفي بالصمت والمُشاهدة والتأمل، واكتشف صلاحية وعمق الكثير من الأمثال والحكم والأشعار القديمة، التي كُنت تعتقد أنَّها مُجرَّد (تجارب) لحياة ماضية وقصص لن تعود. هل (كورونا) زمن أغبر ومنحوس؟ على رأي إخواننا المصريين، واستغفر الله من سبِّ الدهر، أم هو كسائر الأزمان محسوس وملموس، فيه الكثير من العبر والدروس، كثرت فيه الطلبات وزاد فيه صرف الفلوس، وضاقت فيه اليد نتيجة المكوث في البيت والجلوس، لتظهر وتتضح حقيقة كثير من النفوس؟ حتى قيل إن الزوجة فيه تلعبُ دور الجساس في حرب البسوس، فيما الرجل - بعد أن طال شعره- لغياب الحلاق لم يعد يعرف هل العيب في المقصِّ أم في الموس؟ أترك الإجابة لك إن كنت تملكها. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :