ينذر رفض محكمة فيدرالية أميركية، صباح أمس، طلب إدارة دونالد ترمب إعادة العمل فورا بمرسوم يحظر دخول مواطني سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة، بمعركة قضائية طويلة الأمد. وكانت وزارة العدل استأنفت مساء السبت قرار قاض فيدرالي علّق تطبيق المرسوم الذي وقعه ترمب قبل ثمانية أيام، ما أعاد فتح أبواب الولايات المتحدة أمام مواطني الدول السبع، وهي العراق وليبيا والسودان وسوريا والصومال واليمن وإيران. لكن محكمة فيدرالية رفضت، صباح الأحد طلب وزارة العدل. وطلبت المحكمة من ولايتي واشنطن (شمال غرب) ومينيسوتا (شمال) اللتين كانتا وراء الشكوى ضد مرسوم ترمب، توفير وثائق تدعم طلبهما قبل الساعة الثامنة من صباح اليوم (بتوقيت غرينيتش). كما أمهلت وزارة العدل حتى بعد نهاية اليوم لتقديم وثائق جديدة تدعم طلبها. ولم يصدر أي تعليق فوري على القرار من ترمب المعروف بإطلاقه تغريدات صباحية. إلا أن نائبه مايك بنس وصف القرار بأنه «محبط». وأضاف في تصريح لشبكة «فوكس نيوز»: «سنتحرك بسرعة كبيرة... سنربح القضية، لأننا سنتخذ الخطوات الضرورية لحماية البلاد، وهو الأمر الذي يندرج ضمن صلاحيات رئيس الولايات المتحدة». وقبل صدور قرار المحكمة، قال ترمب في تغريدة: «لأن المنع رفع من قبل قاض، فإن كثيرًا من الأشخاص السيئين والخطرين يمكن أن يتدفقوا على بلادنا. هذا قرار رهيب». ثم أضاف في تغريدة أخرى «الأشرار فرحون جدا». وكان القاضي الفيدرالي في سياتل جيمس روبارت علق مساء الجمعة العمل مؤقتا بمرسوم ترمب، بانتظار النظر في شكوى ضد مرسوم ترمب قدمها الاثنين الماضي وزير العدل في ولاية واشنطن. وكانت النتيجة الفورية لقرار القاضي الفيدرالي إعلان الإدارة السبت إعادة فتح أبواب الولايات المتحدة أمام مواطني الدول السبع. وأكّدت وزارة الأمن الداخلي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه «بناء على قرار القاضي»، فإنها «علقت الإجراءات التطبيقية كافة» لمرسوم ترمب. وكان ترمب رد منذ صباح السبت على قرار القاضي في تغريدات، كتب في إحداها أن «رأي هذا الذي يسمى قاضيا، والذي يحرم بلدنا من تطبيق القانون، أمر سخيف وسيتم إلغاؤه». وعصرا تساءل ترمب في تغريدة أخرى: «إلى أين يتجه بلدنا، حين يمكن لقاض أن يوقف منع سفر اتخذ لدواعي الأمن القومي وعندما يمكن لأي أحد، حتى لمن لديه نوايا شريرة، أن يدخل إلى الولايات المتحدة». وأعلنت الخارجية الأميركية من جهتها، السبت، تعليق العمل بقرار ترمب سحب نحو 60 ألف تأشيرة. وسارعت شركات الطيران إلى نقل الركاب المتوجهين إلى الولايات المتحدة من رعايا الدول السبع شرط حملهم تأشيرات دخول صالحة. كما نص مرسوم ترمب على منع دخول اللاجئين من كل الجنسيات إلى الولايات المتحدة لفترة أربعة أشهر، في حين منع اللاجئين من سوريا من الدخول حتى إشعار آخر. وقال بيتر سبيرو، أستاذ القانون في جامعة «تمبل» في فيلادلفيا، لوكالة الصحافة الفرنسية: «من الواضح أن الأشخاص الذين استهدفوا رسميا بالحظر بات في إمكانهم السفر ودخول الولايات المتحدة». وأضاف: «ننصح المسافرين المعنيين بالإسراع إلى المطار، والصعود إلى الرحلة المقبلة»، لأن البيت الأبيض قد يرد «سريعا جدا». وفي نيويورك، أعرب الطبيب السوداني كمال فضل الله (33 عاما) عن سروره بعد أسبوع من عدم قدرته على مغادرة بلاده، ومن ثم عودته إلى نيويورك مع أصدقاء وزملاء. وقال لدى وصوله إلى قاعة الوصول في المبنى الرابع من مطار جون كنيدي الدولي «شعوري رائع... لقد كان أسبوعا صعبا وفظيعا، لقد شكل الأمر صدمة للجميع». وفي طهران، قالت شابة إيرانية (30 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية إنها أعادت حجز تذكرتها إلى الولايات المتحدة، وإنها مستعدة للسفر في وقت متأخر من الأحد لرؤية شقيقها. وأضافت: «حتى يوم أمس كنت أشعر بخيبة أمل كاملة. لدينا أمل جديد بعد هذه الأنباء. أنا مستعدة للمغامرة، لأن نسبة النجاح مساوية لنسبة الفشل» في الوصول إلى الولايات المتحدة. ورغم قرار القاضي الفيدرالي، فإن البيت الأبيض ينوي العودة إلى العمل بمرسوم ترمب رغم ردود الفعل الغاضبة حتى داخل المعسكر الجمهوري. واعتبرت الشكوى التي قدمها الاثنين بوب فرغسون، وزير العدل في ولاية واشنطن، أن المرسوم يتعارض مع الحقوق الدستورية للمهاجرين لأنه يستهدف بشكل خاص المسلمين. وقال فرغسون بعد قرار قاضي سياتل الذي يعود تعيينه في منصبه إلى عهد الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش: «لا أحد فوق القانون ولا حتى الرئيس». وكان قرار ترمب ترجم في نهاية الأسبوع الماضي باحتجاز 109 أشخاص في مطارات الولايات المتحدة من المقيمين بشكل شرعي في الولايات المتحدة، بحسب ما قال البيت الأبيض، في حين منع مئات آخرين من الصعود إلى الطائرات للتوجه إلى الولايات المتحدة. ولا تزال ردود الفعل الغاضبة على قرارات ترمب بشأن الهجرة تتوالى، وقد شهدت برلين وباريس ولندن وواشنطن السبت مظاهرات احتجاجا على سياسة الرئيس الأميركي. وفي داخل الولايات المتحدة، لبى نحو ثلاثة آلاف شخص في نيويورك السبت دعوة أطلقها ناشطون للتظاهر ضد ترمب، وإبداء «التضامن» مع المسلمين وسائر المجموعات التي قد تكون هدفا لمرسوم الرئيس الجديد الصادر في 27 يناير (كانون الثاني) 2016. كما تظاهر ألفا شخص مساء السبت في ويست بالم بيتش بفلوريدا، حيث يمضي ترمب عطلة نهاية الأسبوع مع أسرته.
مشاركة :