أصبحت الدول مضطرة إلى إتباع مفهوم التطوير الشامل للقطاعات الاقتصادية والإنتاجية والخدمية إذا ما أرادت جني ثمار مشاريعها التنموية، كما بات من الصعب الاقتناع بإيجابية خطط ومشاريع التنمية وتنويع مصادر الدخل وتلبية الطلب المحلي من دون تطوير القدرات الإنتاجية من الكهرباء والماء لدى دول المنطقة. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى أن «دول المنطقة، وفي مقدمها السعودية، تبذل جهوداً كبيرة وتركيزاً استثمارياً استثنائياً لتجاوز تحديات المياه والكهرباء على المدى الطويل وتأمين إمداداتها من مصادر مستدامة وموثوقة، ولذلك أسست مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة التي ستعمل على تأمين مصادر إضافية ومستقبلية للطاقة بكافة أنواعها بما يدعم مخزونها النفطي ويحافظ على ثروات البلاد وتطوير منظومة اقتصادية مستدامة». ولفت إلى أن «مصادر الطاقة الذرية والمتجددة ستُضاف إلى مصادر الطاقة النفطية التي تُستخدم في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه، للوصول إلى 50 في المئة من احتياجات المملكة من الطاقة عام 2032، وذلك نتيجة الأعباء الإضافية التي تستشعرها المملكة في الطلب على الطاقة الكهربائية والمياه تبعاً للطفرة الشاملة التي تشهدها القطاعات الاقتصادية إضافة إلى النمو السكاني الكبير». وأكد التقرير أن «الدراسات تشير إلى أن المملكة تحتاج إلى تريليون ريال (266.6 بليون دولار) لتوسيع الطاقة الإنتاجية من الكهرباء والماء بما يلبي الاحتياجات اليومية للسكان خلال العقدين الحالي والمقبل، في ظل تقديرات بنمو الطلب المحلي عليهما بأكثر من 8.8 في المئة على أساس سنوي، إضافة إلى أن المملكة تعتبر من أفقر دول العالم بمصادر المياه الطبيعية المتجددة، ويزداد الوضع سوءاً نظراً إلى عدم وصول الاستثمارات الخاصة بتطوير الإنتاج من الطاقة الكهربائية والمياه إلى المستوى اللازم خلال الفترة الماضية». وبيّن أن «القطاع السكني يستحوذ على 56 في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية، فيما يأتي القطاع الصناعي ثانياً بـ 18.9 في المئة، بينما تقدر وزارة المياه حجم الاستثمارات اللازمة للإنتاج بأكثر من 300 بليون ريال لتوليد الكهرباء و200 بليون لتحلية المياه و200 بليون أيضاً لقطاع الصرف الصحي، فيما ستحدد الضغوط التضخمية غير المتوقعة. وأضاف تقرير «نفط الهلال» أن «في إطار الجهود المبذولة لتأمين متطلبات المملكة من المياه، فإن صناعة التحلية تنمو بوتيرة متسارعة إذ تنفق الدولة بلايين الدولارات لتطوير وتوسيع طاقتها لإنتاج مياه التحلية، وهناك توجهات جديدة لدى المملكة والدول الخليجية المجاورة لتطوير الشبكات الحالية والحد ومن التسرب والهدر وإعادة تقييم التعرفة الحالية للماء، التي تعتبر منخفضة مقارنة بالتحديات والصعوبات التي تصاحب تأمين الإمدادات ومتطلبات تأمينها في المستقبل». ولفت إلى أن «مسؤول في الأمانة العامة لمجلس التعاون أكد نية المجلس إنشاء نظام مشترك لإمدادات المياه الصالحة للشرب من خارج مياه الخليج وتحليتها وتوزيعها على الدول الأعضاء، ما يُظهر استشعار مبكر للتحديات التي ستواجهها دول المنطقة في مجال تلبية احتياجاتها المتزايدة من المياه ووضع الحلول الضرورية في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان، ويتضمن المشروع إنشاء خط أنابيب يمتد من بحر العرب إلى الكويت مروراً بكل دول الخليج». الشركات واستعرض التقرير أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع في منطقة الخليج، ففي الإمارات أعلنت شركة «دانة غاز» وشريكتها «نفط الهلال» إكمال مشروع إعادة بناء منشآت تحميل وشحن غاز البترول المسال في مصنع «خور مور» للغاز المسال في إقليم كردستان العراق. وجاء المشروع، الذي بلغت كلفته 15 مليون دولار، في أعقاب وقوع حادث العام الماضي تسببت به ناقلة تابعة لطرف ثالث. وتبلغ طاقة المصنع الآن 900 طن من الغاز المسال يومياً المتاحة للاستهلاك المحلي في إقليم كردستان والأسواق المجاورة، ما سيمنح زخماً إضافياً لإيرادات الشركتين. وأعلن العراق عزمه تأسيس ثلاث شركات للنفط في محاولة لزيادة صادراته بعدما عزز مكانته ليصبح ثاني أكبر الدول المصدرة في «أوبك» بمعدل يصل إلى نحو 2.6 مليون برميل يومياً. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء إن الحكومة ستناقش تأسيس ثلاث شركات للخدمات النفطية ونقل النفط الخام والغاز برأس مال مقداره 500 بليون دينار (430 مليون دولار). وأعلنت شركة «إيني» الإيطالية إبرام اتفاق مع المسؤولين في العراق لتعديل عقد الخدمات الفنية الخاص بحقل الزبير النفطي. وأشارت الشركة في بيان إلى أن التعديل يتضمن وضع هدف جديد للإنتاج يبلغ 850 ألف برميل نفط يومياً وتمديد أجل عقد الحقل لخمس سنوات حتى عام 2035. وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية أن العراق وقع اتفاقاً لاستيراد غاز طبيعي من إيران لاستخدامه في تشغيل محطات توليد الكهرباء، في خطوة قد تعرقل جهود الولايات المتحدة لحرمان طهران من أموال يمكن أن تستخدمها في تطوير برنامجها النووي. وأكدت الوزارة أن بموجب الاتفاق ستنشئ إيران خط أنابيب يمتد إلى العراق لينقل 850 مليون قدم مكعبة من الغاز الذي سيستخدم في تشغيل ثلاث محطات للكهرباء في بغداد وديالى. وفي قطر أعلنت شركة «أوكسيدنتال بتروليوم» الأميركية عن تعاونها مع «قطر للبترول» لإنفاق ثلاثة بلايين دولار لتحديث حقل نفط العد الشرقي «القبة الشمالية» البحري في قطر. وتشمل المرحلة الخامسة من تطوير الحقل حفر أكثر من 200 بئر لحقن المياه لتحسين أعمال الاستخراج في كل المكامن المنتجة. ولفتت الشركة إلى أن العمل بدأ فعلاً وسيستمر حتى تحقيق استقرار مستوى الإنتاج عند نحو 100 ألف برميل يومياً خلال السنوات الست المقبلة.
مشاركة :