النفط يستهل الأسبوع على تماسكات سعرية بعد تصاعد الخلاف الأمريكي - الإيراني

  • 2/6/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استهل النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل مكاسب سعرية أعقبها تماسك الأسعار مدفوعة بالمخاوف من العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران إلى جانب تراجع الدولار الأمريكي أمام بقية العملات الرئيسة، إضافة إلى تواصل الخطوات الناجحة المشتركة بين دول أوبك والمنتجين المستقلين نحو تقييد المعروض العالمي بسحب نحو 1.8 مليون برميل يوميا من المعروض النفطي العالمي. وأكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أنه رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه السوق في المرحلة الراهنة وتؤخر الخطوات نحو استعادة التوازن والاستقرار - خاصة بعد اتفاق خفض الإنتاج - إلا أن هناك أسبابا كثيرة تؤكد وجود تفاؤل بمستقبل صناعة النفط الخام في العالم. وقال باركيندو في نشرة تحليلية حديثة للمنظمة، إنه من المؤكد أن النفط والغاز سيستمران في مقدمة موارد الطاقة من حيث الثقة والإقبال على الاختيار، مشيرا إلى أن الابتكار والإبداع البشري في مجال التكنولوجيا سوف يجعل صناعة النفط الخام تصبح أكثر كفاءة وأكثر مرونة، ما سيمكنها باستمرار من سرعة التحول للتغلب على التحديات التي تواجهها، إضافة إلى إطلاق العنان أمام العديد من الفرص في السنوات المقبلة. ولفت باركيندو إلى أنه على سبيل المثال تأخذ العديد من الدول الأعضاء في منظمة أوبك بفرص جديدة لتعزيز الكفاءة والابتكار في تطبيقات الصناعة من خلال العمل على خفض انبعاثات الكربون والأخذ بسياسات إنتاجية صديقة للبيئة في مجال الإنتاج والتخزين إلى جانب تطوير الاستخلاص المعزز للنفط وتحسين الكفاءة والاعتماد على تحسين جهود الاستخراج من مصادر موثوقة. وذكر باركيندو أن هذا يعد مثالا ناجحا في قدرة دول أوبك على تحويل السلبيات إلى إيجابيات والتغلب بنجاح على التحديات التي تواجههم في الوقت الراهن في ظل الدورة الاقتصادية الحالية، مشيرا إلى أن هذه التطورات الجديدة مكنت من تحسين ظروف العمل في هذه الصناعة وجعلتهم متفائلين بأن مستقبلا مشرقا ينتظرهم. ورجح مراقبون أن تركز مباحثات انطلقت في موسكو يوم أمس الإثنين بين وزيرى الطاقة الروسي والفنزويلي على التشاور بشأن عمل الدولتين معا في لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج تمهيدا لإصدار أول تقرير للجنة هذا الشهر عن التزام المنتجين بالخفض. يأتي ذلك، فيما كبح تحقيق مكاسب أكبر للنفط الخام تباطؤ في مستوىات الطلب الصيني وزيادة الإنتاج الأمريكي في ضوء تنامي الحفارات النفطية وارتفاع مستوى المخزونات الأمريكية. من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" دييجو بافيا مدير شركة " اينو انرجى " للطاقة في هولندا، إن "أوبك" تتبنى بالفعل سياسات رشيدة ومتوازنة ولعل أبرز التوجهات في المرحلة الراهنة هي الكفاءة والابتكار وتعد من أهم التحديات التي تواجه مستقبل الطاقة في العالم. وشدد على ضرورة تركيز كل الدول المنتجة على التنوع الاقتصادي وزيادة الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة بالتوازي مع تحسين كفاءة إنتاج الوقود الأحفوري. وأشار إلى أن نمو الطلب واحتياجات استهلاك الطاقة في مختلف العالم سيدفع إلى التركيز على زيادة الاستثمارات في كل موارد الطاقة بهدف الحفاظ على توازن العلاقة بين العرض والطلب خاصة في ضوء النمو السكاني وبشكل أكبر في الاقتصاديات النامية. من ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية" رالف فالتمان المحلل بشركة "اكسبرو" للخدمات النفطية، أن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران عززت نمو الأسعار، وجاءت داعمة ومساندة لهدف اتفاق خفض الإنتاج وهو رفع الأسعار واستعادة التوازن بين العرض والطلب. وبين أن إيران - التي حصلت على شبه إعفاء من اتفاق خفض الإنتاج - أجبرت مرة أخرى على وقف الإسراع في نمو الإنتاج نتيجة فرض عقوبات عليها في ضوء توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتخذ سياسات صارمة تجاه إيران. وأشار إلى أن العقوبات الجديدة التي فرضها الكونجرس ضد إيران ستجعل من المستحيل عمليا إقدام شركات أمريكية أو دولية على العمل في السوق الإيراني، ما سيضعف فرص تنمية القطاع النفطي الذي يحتاج إلى استثمارات دولية كبيرة من أجل تلبية خطط زيادة الإنتاج التي تسعى إليها البلاد. بدوره، قال لـ"الاقتصادية" مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، إن سياسات الطاقة في الولايات المتحدة تشهد بالفعل تغيرات جوهرية بعد تولى الرئيس دونالد ترمب الذي يركز على زيادة إنتاج الوقود الأحفوري بهدف تحقيق الاستقلال والاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة الأمريكي مع إهمال نسبي للطاقة المتجددة وللالتزامات الدولية تجاه مكافحة تغير المناخ. وأضاف أن مشروعات إنتاج النفط الصخرى في الولايات المتحدة ستلقى دعما واسعا متناميا في الفترة المقبلة، ما سوف يسفر عن زيادة كبيرة في الإنتاج وهو ما عكسه استمرار تنامي الحفارات النفطية في الأسابيع الماضية كما من المتوقع أن تستقطب الولايات المتحدة استثمارات ورؤوس أموال من خارجها في قطاع الطاقة التقليدية وبالتالي قد يزيد التعاون مع المنتجين التقليديين للنفط الخام. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تماسك النفط بالقرب من 57 دولارا للبرميل أمس، إذ حدت وفرة المخزونات وبوادر على أن ارتفاع الأسعار سينعش الإنتاج الأمريكي من تأثير تنامي التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن شركات الطاقة الأمريكية أضافت منصات حفر للتنقيب عن النفط للأسبوع الثالث عشر خلال 14 أسبوعا. وعلى الرغم من تخفيضات إنتاج أوبك زادت مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي. وجرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت بسعر 56.75 دولار للبرميل بانخفاض ستة سنتات حيث كان التداول في نطاق ضيق لا يتجاوز 46 سنتا، وصعد الخام الأمريكي إلى 53.87 دولار بزيادة أربعة سنتات. وتفاقم التوتر بين طهران وواشنطن، حيث دفع اختبار صاروخ باليستي أجرته إيران إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لفرض عقوبات في الأسبوع الماضي على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. فى المقابل، تراجعت أسعار النفط قليلا بالسوق الأوروبية أمس، في مستهل تعاملات الأسبوع تحت ضغط ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة لأعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر)، الأمر الذي يصب في صالح توقعات تسارع إنتاج النفط الصخري الأمريكي خلال الشهر الجاري. وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 53.80 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 53.86 دولار وسجل أعلى مستوى 54.11 دولار، وأدنى مستوى 53.78 دولارا. ونزل خام برنت إلى مستوى 56.70 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 56.80 دولار وسجل أعلى مستوى 57.11 دولار، وأدنى مستوى 56.66 دولارا. وأنهى النفط الخام الأمريكي "تسليم مارس " تعاملات مرتفعا بنحو 0.4 في المائة، في رابع مكسب يومي على التوالي، وصعدت عقود برنت "عقود أبريل" بنسبة 0.1 في المائة، بدعم صعود معظم أسعار السلع المقومة بالدولار الأمريكي. وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 1.3 في المائة، مع توالي البيانات التي تؤكد على التزام منتجي "أوبك" والمنتجين المستقلين على تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي. وبحسب تصريحات وزير الطاقة الروسي تم سحب 1.4 مليون برميل يوميا بالفعل من السوق خلال كانون الثاني (يناير)، مشيرا إلى احتمالات انتهاء أزمة تخمة المعروض العالمي خلال منتصف العام. وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة الماضي، ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار 17 منصة، في ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، إلى إجمالي 583 منصة، وهو أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015. وعززت هذه البيانات من توقعات زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، مع استفادت الشركات من صعود أسعار النفط أخيرا لأعلى مستوى في 18 شهرا. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد ذكرت الشهر الماضي إنه من المتوقع ارتفاع إنتاج النفط الصخري في البلاد خلال شباط (فبراير) الجاري، في أول زيادة خلال أربعة أشهر، بعدما عزز المنتجين نشط الحفر والتنقيب. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 54.24 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 53.93 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة بآخر تعاملات شهر كانون الثاني (يناير) الماضي الذي سجلت فيها 52.19 دولار للبرميل. Image: category: النفط Author: أسامة سليمان من فيينا publication date: الاثنين, فبراير 6, 2017 - 21:15

مشاركة :