تقدر أعداد الإصابة بمرض السكري النوع1 بملايين الحالات حول العالم سنوياً، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن أسبابه يُجهل الكثير عنها، أما الآن فقد توصلت دراسة حديثة نشرت بمجلة علم الغدد الصماء والأيض السريري إلى أنه يرتبط بالالتهابات وتغير ميكروبات الأمعاء. وتبدأ الإصابة بمرض السكري النوع1 في مرحلة الطفولة، ولايوجد لها علاج حتى الآن، ففي سبعينات القرن الماضي اكتشف العلماء أنه ناتج عن عمليات ترتبط بالمناعة الذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة خطأ بمهاجمة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين بالبنكرياس، ثم اكتشفوا بعد ذلك في الثمانينات أن قمع جهاز المناعة يبطئ تطور المرض، وما يعمل عليه العلماء الآن هو البحث في مدى تغير ميكروبات الأمعاء لدى المرضى؛ لأن من الملاحظ أن مرضى السكري النوع1، لديهم ارتفاع في معدلات نفاذية الأمعاء، وتغير في الزغيبات الصغيرة بها المعروفة بـالخملات، وهي زوائد توجد بالغشاء المبطن للأمعاء شبيهة بشكل الأصبع، وما قام به الباحثون هو قياس التغيرات ببكتريا الأمعاء ومعدل التعرض للالتهابات لدى مرضى السكري النوع 1، وكشف كيفية تأثير المرض في الجهاز الهضمي والتركيبة الميكروبية، من خلال فحص عينات الخزعة من أعلى الأمعاء الدقيقة المأخوذة من 54 متطوعاً مشاركاً في الدراسة، مع التأكد من أن جميع المشاركين يتبعون النظام الغذائي ذاته في تلك الفترة. وكانت دراسات سابقة اعتمدت على عينات البراز، ولكن تختلف البكتريا الموجود بأعلى الأمعاء عن تلك الموجودة بالبراز بدرجة كبيرة. ومن ناحية أخرى فإن أعلى الأمعاء يقع قرب البنكرياس ويتشاركان إمداد الدم ذاته؛ لذلك فإن الخزعة من تلك المنطقة يعطي فرصة أكبر لاختبار العلاقة بينهما، وما ظهر من خلال تجارب سابقة أجريت على الفئران، أن البكتريا تتحرك من أعلى الأمعاء نحو قناة البنكرياس، ما يثير رد فعل مناعي يمكن أن يعود السبب إليه في تضرر خلايا بيتا بالبنكرياس. وأسفرت النتائج التي تم التوصل إليها عن أن مرضى السكري النوع1، لديهم علامات التهابية تفوق مجموع المشاركين من غير المرضى، وممن يعانون مرض السلياك، حيث وجدت أن مرضى السكري لديهم 10 جينات مرتبطة بالالتهابات وتعبر بقوة. وباختبار ميكروبات الأمعاء وجدت أنها تختلف لدى مجموعة مرضى السكري، عن المجموعات الأخرى، لأن لديهم تراجعاً في معدلات بعض الأنواع الرئيسية منها.
مشاركة :