يعتبر التوهان من أكثر الحالات التي يمر بها من يعاني مرض الزهايمر، ولم يتضح السبب وراء ذلك إلا من خلال الدراسة التي نشرت حديثاً بمجلة الخلية العصبية، والتي وجدت أن تراكم البروتين المرتبط بالزهايمر يؤدي إلى تشويش منطقة الدماغ المسؤولة عن الاتجاهات. يخرج مريض الزهايمر من منزله ثم لا يتمكن من العودة إليه ويضل الطريق، وهي صعوبة تواجه المريض وعائلته ولكن لم يكن السبب معروفاً إلى أن قام الباحثون من جامعة كولومبيا في نيويورك، باكتشاف أن السبب هو تراكم البروتين تاو الذي يعتبر العلامة الحيوية الدالة على مرض الزهايمر، حيث يقوم بإتلاف الخلايا العصبية الموجودة بالدماغ حيث تتواجد المنطقة التي يتعرف بها الشخص إلى البيئة المحيطة به. توصلت دراسات سابقة إلى أن نسيان مريض الزهايمر لمكان منزله أو الأماكن الأخرى ناتج عن تغيرات في القشرة المخية الأنفية الداخلية الداخلة في تركيبة الدماغ والمسؤولة عن الذاكرة والاتجاهات؛ وتعتبر تلك المنطقة من أوائل المناطق الدماغية التي تتأثر بتراكم البروتين تاو والذي يلتف مكوناً حبائك تضر بالخلايا العصبية ولم يتضح إلى الآن كيفية تأثير البروتين في مشاكل الاتجاهات والتعرف إلى البيئة المحيطة. حاول الباحثون من خلال الدراسة الحديثة التعرف إلى كيفية تأثير البروتين في العصبونات الشبكية بمنطقة القشرة المخية الأنفية الداخلية وهي خلايا تعمل بمثابة جهاز ملاحي (GPS) حيث تقوم تلك الخلايا عند تواجدنا بالخارج بنقل الإشارات الكهربية التي تنشئ خريطة داخلية تساعد الشخص في التعرف إلى إدراك الاتجاهات وما يحيط به. راقب العلماء الباحثون تلك الخلايا لدى مجموعتين من الفئران المسنة عندما كانت تؤدي سلسلة من المهام الإدراكية المكانية وكانت إحدى المجموعتين تتكون من فئران تعاني إنتاج البروتين بالقشرة المخية الأنفية الداخلية بينما تتكون المجموعة الثانية من فئران طبيعية؛ ووجد الباحثون أن الفئران التي لديها البروتين أقل مقدرة على التحرك الصحيح بالمكان ما يشير إلى أن البروتين يتدخل في وظائف العصبونات الشبكية بتلك المنطقة من الدماغ.