يولد بعض الأطفال بتشوهات خارجية أو داخلية منذ تواجدهم داخل رحم الأم، ويكون ذلك نتيجة أسباب مختلفة منها افتقار جسم الأم إلى بعض المغذيات الضرورية لنمو الجنين. تشكل نسبة المواليد المشوهين بالولايات المتحدة وحدها 3% من المواليد سنوياً وذلك وفقاً لما ذكرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتلك الدولة وتتسبب في وفاة كثير من الرضع؛ وتعتبر تشوهات الأنبوب العصبي أحد أنواع التشوهات الشائعة التي يتعرض لها الجنين داخل الرحم، وهي تشوهات تظهر بالعمود الفقري وبالدماغ وربما تبدأ في مرحلة مبكرة أثناء تكون الجنين عند بداية تشكل الأنبوب العصبي والذي يكون في الظروف الطبيعية الحبل الشوكي والعمود الفقري والدماغ لدى الطفل. توصي الإرشادات الرسمية الحديثة بالولايات المتحدة النساء اللائي يخططن للحمل بتدعيم نظامهن الغذائي بحمض الفوليك لمنع تلك التشوهات لدى الجنين، حيث وجد أنه يمنع حدوثها إذا بدأت الأم في تناوله قبل حدوث الحمل أو في مرحلة مبكرة من الحمل، ونصحت فرقة الخدمات الوقائية بالولايات المتحدة من قبل بضرورة استخدام المكملات الغذائية للحمض من قبل النساء في سن الإنجاب أما الآن فقد أصدرت توصيات حديثة نشرت بمجلة JAMA تنصح جميع النساء في سن الإنجاب أو من يخططن للحمل بتناول جرعة يومية من الحمض لمنع تلك التشوهات بالجنين عند حدوث الحمل ولكن وجدت مراجعات أن معظم النساء لا يأخذن القدر اليومي الموصى به خصوصاً من الطعام لذلك ينصح باستخدام المكمل الغذائي له. يوجد حمض الفوليك بصورة طبيعية بالأطعمة النباتية مثل الخضراوات الورقية الخضراء كالسبانخ والبروكولي والهليون، وبالفاصوليا وبعض البقوليات الأخرى، والفواكه الحمضية؛ ولأن تشوهات الأنبوب العصبي تبدأ في الشهر الأول من الحمل حتى قبل أن تعلم المرأة بأنها حامل لذلك يوصى بالبدء في تناول حمض الفوليك قبل شهر على الأقل من حدوث الحمل وتعتبر فترة الأشهر الـ3 الأولى من الحمل فترة حرجة يجب الالتزام فيها بالاستمرار بتناول المكمل الغذائي، والجرعة اليومية الموصى بها هي 0.4-0.8 ملجرام (400-800 ميكروجرام).
مشاركة :