يعد سجن صيدنايا أكبر السجون في سوريا وأسوأها سمعة، إذ شكل طيلة عقود مركز اعتقال للسجناء السياسيين، قبل أن يتحول بعد اندلاع النزاع في العام 2011 إلى معتقل للناشطين المعارضين وشاهد على عمليات تعذيب وإعدامات جماعية. يقع سجن صيدنايا العسكري، الذي يتولى الجيش السوري إدارته، على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، ويضم آلاف المعتقلين في أقبيته. ولطالما روى المعتقلون الناجون منه شهادات مروعة وثقتها منظمات حقوقية دولية أبرزها منظمة العفو الدولية. ويتألف السجن من مركزي احتجاز فيهما ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص. ويشكل المدنيون غالبية المحتجزين في المبنى الأحمر، بينما يحتجز ضباط وجنود سابقون في المبنى الأبيض، وفق منظمة العفو. وتنقل المنظمة في تقرير أصدرته في 19 آب/أغسطس الماضي عن أحد المعتقلين السابقين أن السجن يتكون من 48 غرفة احتجاز، كل منها بطول مترين وعرض 1,8 متر، أو مترين ومترين ونصف. ويضطر السجناء داخل الغرفة الواحدة إلى التناوب على النوم بسبب ضيق مساحة الغرف. قبل اندلاع النزاع في منتصف آذار/مارس 2011، كان السجن مخصصا لاعتقال السجناء السياسيين وسجناء الحق العام، وبينهم إسلاميون وأكراد. وقمعت السلطات السورية في تموز/يوليو 2008 عصيانا استمر أسابيع عدة قتل خلاله 17 سجينا بحسب منظمة العفو. وقالت دمشق حينها إن مساجين محكومين بجرائم التطرف والإرهاب أقدموا على إثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام في السجن واعتدوا على زملائهم. وبعد اندلاع النزاع، تحول السجن إلى مركز اعتقال وتعذيب وإعدام للناشطين المدنيين المعارضين، وبينهم طلاب وشبان خرجوا في تظاهرات مناهضة لدمشق، فضلا عن أطباء وكوادر طبية عملوا على إسعاف الجرحى. مسلخ بشري ووصفت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته الثلاثاء السجن بـالمسلخ البشري، موثقة تنفيذ السلطات السورية في الفترة الممتدة بين 2011 و2015، إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 ألف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين. وأوردت العفو الدولية أن السجن هو المكان الذي تقوم الدولة السورية فيه بذبح شعبها بهدوء، موثقة إخضاع السجناء لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم في سرية تامة. وقتل آخرون داخل غرف مكتظة لا تصلها أشعة الشمس جراء التعذيب والحرمان من الطعام والشراب والرعاية الطبية. ومن بين أساليب التعذيب المتبعة في السجن وفق المنظمة، الضرب المبرح بقضبان من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية، فضلا عن الصعق بالكهرباء ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة. ونقل التقرير عن أحد السجناء السابقين في صيدنايا، وقد عرف عنه باسم مستعار هو نادر قوله كل يوم كان لدينا في عنبرنا اثنان أو ثلاثة أموات (...) أتذكر أن الحارس كان يسألنا يوميا كم ميت لدينا. كان يقول: غرفة رقم 1، كم؟ غرفة رقم 2، كم؟ وهكذا دواليك. واعتبرت منظمة العفو الدولية أن الإعدامات في سجن صيدنايا تصل إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بتفويض من الحكومة السورية على أعلى المستويات. وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها دمشق بارتكاب جرائم حرب منذ بدء الأزمة في سوريا في العام 2011، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 310 آلاف شخص. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوجد حاليا أكثر من 200 ألف شخص بين معتقل ومفقود في سجون النظام منذ 2011. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 07/02/2017
مشاركة :