فاطمة عطفة (أبوظبي) نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، محاضرة بعنوان «الإحساس بالجمال» ألقاها د. مشهد العلاف، وفي مستهل الأمسية قدم الإعلامي الحسن ولد المختار لمحة من السيرة العلمية للمحاضر، مشيراً إلى أنه يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة الحديثة من الولايات المتحدة الأميركية، وشهادة الماجستير في فلسفة العلوم والبكالوريوس من جامعة بغداد، كما درس في جامعة واشنطن وجامعة سانت لويس وجامعة توليدو، واستحدث مساقات تدريسية في أميركا مثل الفلسفة الإسلامية، أخلاق الطب من وجهة نظر إسلامية، وغيرها. وتناول د. مشهد العلاف في محاضرته عدة محاور بدأها بالأحكام الجمالية وقيم الحق والخير والجمال، مفصلًا هذه الأحكام في ثلاثة أقسام: عقلية وجمالية وأخلاقية. ثم انتقل إلى مفهوم الجمال معرفاً إياه بأنه «قيمة إيجابية نابعة من طبيعة شيء خلعنا عليه وجوداً موضوعياً». وفي هذا المحور تحدث عن أنواع الجمال، ومنها «المادي» و«الشكل»، واصفاً النوع الأول بأنه «نشوة من الألوان والأصوات»، كما وصف النوع الثاني بأنه «نشوة من التناسق والتناسب». وجاء المحور الثالث بعنوان «الإحساس بالجمال يخلق نشوة»، قائلاً: إن «الإدراك الجمالي إدراك حسي»، أما «الحكم العقلي على العمل الفني فليس إدراكاً جمالياً». وتحدث في المحور الرابع عن «الجمال واللعب»، مشيراً إلى أن «الجمال والخير مثل اللعب والعمل- نافع وغير نافع»، واستشهد بمقولات من سانتيانا وابن خلدون. وتابع المحاضر قائلاً: «إن لكل تعبير فني حدين: أولهما «الموضوع الماثل أمامنا بالفعل: صورة، كلمة... والثاني هو الموضوع الموحى به»، كما تحدث عن كيفية حدوث الإحساس بالجمال، وعن اللذة والتملك، وعن الذوق السليم والذوق الفاسد، وكان المحور الأخير عن «إيجابيات الإحساس بالجمال». ثم ختم المحاضر حديثه بالقول:«الفن بكل أشكاله وصيغه التعبيرية يمثل إشارة ما إلى العالم، والعالم كله ليس إلا إشارة إلى ما هو أسمى»، لافتاً إلى أن«العالم الموجود دلالة على من أوجده». يذكر أن د. مشهد العلاف له عدة مؤلفاته باللغة الإنجليزية: مدخل للفلسفة الإسلامية عام 2006، فلسفة جون لوك 2008، ومقالات عن الاستنساخ البشري وعمليات التجميل، وفلسفة اللغة، والتكنولوجيا والأخلاق، والمنطق عند ابن تيمية. وباللغة العربية: فلسفة الحضارة الإسلامية: الرؤية الغزالية عام 2013، فلسفة العلم الإجرائية بين آينشتاين وبرجمان 2014 وكان هذا الكتاب ضمن القائمة القصيرة في جائزة الشيخ زايد للكتاب.
مشاركة :