لم تكن محاولة الأربعيني الذي أشعل النار في نفسه أمس الأول، أول السلوكيات الإجرامية داخل الحرم المكي أو محيطه، فقد سبق أن حاول أحد الأشخاص تدنيس حجر الكعبة ببعض القاذورات قبل أن يتم القبض عليه، فيما حاول آخر أن يتبول على الحجر الأسود، بينما حاول شخص تمزيق أستار الكعبة. وأكد المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية لدول الخليج وعضو اتحاد المؤرخين العرب فضيلة الشيخ د. صالح بن سعد اللحيدان، أن ما حدث لا يستبعد أن يكون صاحبه يعاني أمراضا نفسية أو فكرية، فكل من تم القبض عليهم سابقا لديهم حالات نفسية وعقلية أو عقائدية. وقال الشيخ اللحيدان: عادة من يقوم بمثل هذه الأفعال إما انه يعاني اختلالا ذهنيا وهلوسة يتصور من خلالها أن أحدا أمره بذلك، أو أنه يسمع من يأمره، وحسب القضاء الجنائي فمن يقوم بمثل هذا العمل من هذه الحالات ينظر له على أنه يعاني انفصاما، دون استبعاد أن من يفعل ذلك يعاني إحباطا أسريا أو فكريا، ويريد بهذا العمل الظهور أو الانتقام، وقد يعتقد انه ينفذ عملا دينيا أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وأوضح الناطق الإعلامي للقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام الرائد سامح السلمي، انه تم القبض على المواطن في صحن الطواف بجوار الكعبة المشرفة أثناء سكبه كمية من مادة البنزين على ملابسه ومحاولته إشعال النار في نفسه، مبينا أن مرتكب تلك الجريمة توحي تصرفاته بأنه مريض نفسي، وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه. ومن جهته، أوضح أستاذ القانون بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا المحامي عمر الخولي، أن هذه الجريمة تعتبر شاملة لعدة مخالفات وجرائم: تعريض الآخرين للخطر، انتهاك حرمة المكان المقدس، الشروع في عملية الانتحار، مقاومة رجال الأمن، وإدخال مادة محظورة، مبينا أن العقوبة تتوقف على تقدير القاضي بعد معرفة ما يعانيه الجاني من مرض نفسي.