فاي: من الجيد الخروج من منطقة الراحة

  • 2/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تُعدّ كارلي لويد وكريستين سينكلير وهوماري ساوا من اللاعبات القليلات اللواتي تجاوزن عقبة الـ200 مباراة دولية. وأصبح في حكم المؤكد أن الحارسة الاسكتلندية جيما فاي ستضيف اسمها إلى هذه القائمة المرموقة خلال هذا العام. فمنذ ظهورها الدولي الأول في سن الـ16 عام 1998، وقّعت اللاعبة الأكثر خوضاً للمباريات بقميص منتخب بلادها على 196 مباراة. وتحت قيادتها، ستشارك اسكتلندا هذا العام لأول مرة في نهائيات كأس أوروبا للسيدات. أوضحت فاي عند الحديث عن مسيرتها الدولية لموقع FIFA.com قائلة: "أكثر ما أفتخر به في هذا الأمر هو متابعة تطور زميلاتي. تلك الفتيات اللواتي كنّ بالأمس مجرّد شابات واعدة أظهرن اليوم بعضاً من إمكاناتهنّ. وفي الوقت نفسه، بدأ المنتخب الوطني يثير اهتماماً حقيقياً. وهذا برأيي أمر منصف وعادل لأننا أحرزنا تقدماً هائلاً." وتابعت قائلة: "بصراحة، لا أفكّر كثيراً في حاجز الـ200 مباراة دولية. كل ما يهمّني هو الاستعداد للمباراة رقم 197، فالمنافسة داخل المجموعة شرسة جداً. سواء لعبت 196 مباراة أو مباراة واحدة فقط، فهذا لا يضمن لك شيئاً. وبالتالي، فأنا أفضّل التركيز على الآجال القصيرة، بدءاً من ضمان ظهور اسمي على قائمة التشكيلة الرسمية." التغييرات تخطت فاي الجدية والشغوفة والمتحفزة فاي كل الحواجز، الواحد تلو الآخر، قبل أن تلعب الدور المتميز الذي تقوم به اليوم. بدأت قصة حارسة نادي جلاسكو سيتي الحالية في عام 1998. في تلك السنة، سجّلت هذه الشابة ظهورها الأول مع منتخب بلادها ضد جمهورية التشيك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم للسيدات 1999 FIFA في حين كانت لا تزال في المدرسة الثانوية! تذكرت ابنة مدينة بيرث الاسكتلندية قائلة: "يوم الأحد، لعبت مع منتخب اسكتلندا وفي اليوم التالي عدت للمدرسة لحضور درس في الرياضيات،" مضيفة "كانت عائلتي حاضرة في المدرجات، وما زلت أتذكر الفخر الذي شعرت به عندما كان يُعزف النشيد الوطني. عند العودة بالذاكرة إلى الوراء، أشعر بأنها كانت لحظة استثنائية. لو قالوا لي في تلك اللحظة إلى أي مدى ستغيّر تلك المباراة حياتي، لا أعرف ما إذا كنت سأصدّق ذلك." في سنّ الـ35، تعايشت فاي مع العديد من التغييرات على مدى السنوات الـ19 الماضية التي دافعت خلالها عن عرين منتخب اسكتلندا. وبالطبع فإن تجربتها تسمح لها الآن بتقييم التقدم المحرز داخل بلادها وخارجها. "لو أخبرني أحدهم قبل عشرين عاماً أنه في يوم من الأيام سيكون هناك لاعبات كرة قدم محترفات، لكنت قد ضحكت في وجهه، وأعتقد أنني لست الوحيدة التي كانت ستفعل ذلك. بيد أن ذلك الآن حقيقة ملموسة. نستطيع عيش مسيرة احترافية في كرة القدم وهذا أمر جيد. أصبح العالم يأخذ النساء على محمل الجد ليس فقط كلاعبات كرة قدم، بل وكرياضيات أيضاً." "في اسكتلندا، تغيرت النظرة تماماً تجاه كرة القدم النسائية. في الماضي، كان هذا التخصص على مستوى الهواة فقط. اليوم، تُظهر كل فرق دوري الدرجة الأولى احترافية كبيرة سواء في التداريب كما داخل الملعب. استغرق الأمر 20 عاماً للوصول إلى هنا ولا يزال هناك مشوار طويل يجب قطعه. ولكن الحقيقة هي أن صورة وثقافة كرة القدم النسائية قد تغيرت بشكل كبير خلال هذه الفترة." بدايات متعددة بالإضافة إلى إنجازاتها بين الخشبات الثلاث، اشتهرت فاي أيضاً بظهورها على الشاشة الصغيرة في فيلم تلفزيوني بعنوان Rubenesque تم بثه عام 2013 في التلفزيون البريطاني. وعلى الرغم من خبرتها القليلة، انتزعت الحارسة الاسكتلندي دورها بموهبة فذة في ظل منافسة قوية في اختبارات الاختيار. وفي هذا الصدد، تذكرت حارسة سلتيك ليديز السابقة قائلة: "كان الأمر ممتعاً، وقد أبعدني تماماً عن عاداتي،" مضيفة "ألعب كرة القدم منذ ما يقرب من عشرين عاماً، وأعرف ما ينتظرني داخل الملعب. ولكن عند اختياري المشاركة في هذا المشروع، وجدت نفسي محاطة بممثلين وممثلات موهوبات يعملن في هذا المجال طوال حياتهم. كان ذلك مرهقاً قليلاً. ولكن من الجيد الخروج من منطقة الراحة بين الفينة والأخرى." بعد ظهورها الأول على الشاشة قبل أربع سنوات، تستعد فاي لمواجهة تحدي جديد في يوليو/تموز 2017: المشاركة في أول مسابقة دولية كبرى. بعد سقوطهن في ملحق كأس العالم للسيدات 2015 FIFA وكأس أمم أوروبا للسيدات 2013، ستخطو الاسكتلنديات خطواتهنّ الأولى في نهائيات البطولة القارية هذا الصيف في هولندا. وفي هذا الصدد، أكدت فاي قائلة: "كنا نشعر دائماً بأنه تنقصنا اللمسة الأخيرة لإتمام المهمة، وكنا نريد تغيير هذه العقلية. وبالفعل، تحدثنا عن ذلك؛ فتلك العقلية لا تمت بصلة لكرة القدم الاسكتلندية،" مضيفة "في التصفيات الأخيرة، أقصينا بسبب أفضلية الأهداف المسجلة خارج الديار في المحلق أو بسبب ركلة خاطفة في آخر دقيقة من الوقت الإضافي. قررنا تغيير هذه الصورة بحجز تذكرة السفر إلى هولندا، وقد خطونا خطوة في الاتجاه الصحيح." وتابعت قائلة: "تأهلنا إلى اليورو 2017 هو إنجاز كبير في حد ذاته، ولكننا لن نقف عند هذا الحد. سنواجه تحدي جديد علينا، ولكن إذا حافظنا على مبادئنا وعملنا بجدّ ستكون هذه البطولة بمثابة بداية عهد جديد لكرة القدم الاسكتلندية." في ظهورهن الأول في هولندا 2017، ستواجه كتيبة آنا سيجنول غريمتها التقليدية إنجلترا في يوليو/تموز 2017. يبدو أن المباراة الأولى للاسكتلنديات على الساحة الدولية ستكون حافلة بالإثارة والتشويق. وهنا أكدت فاي بحماس قائلة: "ليس هناك طريقة أفضل لبدء غمار مشاركتنا الأولى في اليورو من مواجهة الغريم التقليدي،" مضيفة "لا شك أنها ستكون مباراة مثيرة للغاية وكلنا نتحرق شوقاً لخوضها."

مشاركة :