الإدارة الأميركية تدرس مقترح إدراج الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية وهو إجراء سيضاف إلى إجراءات أخرى فرضتها واشنطن على أفراد وكيانات مرتبطة بالجهاز. العرب [نُشرفي2017/02/08] خطوات مبدئية واشنطن- صرح مسؤولون أميركيون بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة التنظيمات الإرهابية. وقال المسؤولون إنه تم أخذ رأي عدد من الوكالات الأميركية بشأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف إن تم تنفيذه إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. والحرس الثوري هو أقوى كيان أمني إيراني على الإطلاق وهو يسيطر أيضا على قطاعات كبيرة من اقتصاد إيران وله نفوذ قوي في نظامها السياسي. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب التعليق. وتنفي إيران أي دور لها في الإرهاب. وتداولت وكالات أميركية عددا من مسودات أوامر بشأن قضايا أخرى لكن إدارة ترامب رفضتها أو أجلتها. وناقش مسؤولون، الأسبوع الماضي، في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية لكن تم إرجاء القرار لأجل غير مسمى فيما يبدو. وربما يكون لتصنيف أقوى مؤسسة عسكرية وسياسية في إيران كجماعة إرهابية آثار تزعزع الاستقرار بما في ذلك تأجيج الصراعات الإقليمية التي تتبادل واشنطن وطهران الاتهامات بالتدخل فيها. وتنفي إيران هذه الاتهامات. ومن المرجح أن يعقد هذا الأمر أيضا قتال الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق حيث تخوض جماعات شيعية مقاتلة تدعمها إيران ويقدم لها الحرس الثوري الإيراني المشورة القتال ضد التنظيم المتشدد. ويحث بعض أكثر مستشاري ترامب في البيت الأبيض تشددا الرئيس على زيادة العقوبات على إيران منذ أن بدأت تتضح ملامح إدارته. وبعد تشديد العقوبات على إيران الأسبوع الماضي ردا على اختبار صاروخ باليستي قال مسؤولون بالبيت الأبيض إن الإجراء خطوة "مبدئية". ويحبذ حلفاء الولايات المتحدة في الخليج منذ وقت طويل اتخاذ موقف أميركي أكثر صرامة تجاه إيران التي يتهمونها بالتدخل في شؤون المنطقة. لكن المسؤولين قالوا إن عملية إصدار الأوامر التنفيذية التي قد تثير الجدل تباطأت كثيرا في أعقاب الغضب السياسي والقانوني من الأمر الذي أصدره ترامب بحظر دخول مواطني سبع دول يغلب على سكانها المسلمون الولايات المتحدة والذي أصبح في الوقت الحالي موضع معركة قضائية في محكمة استئناف اتحادية. وأدرجت الولايات المتحدة بالفعل عشرات الكيانات والأشخاص على قائمة سوداء بسبب ارتباطها بالحرس الثوري. وفي 2007 صنفت وزارة الخزانة الأميركية فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسؤول عن عملياته في الخارج كجماعة إرهابية "لأنه يدعم الإرهاب" وقالت إنه ذراع إيران "الأساسية لتطبيق سياستها بدعم الإرهاب والجماعات المتمردة". وتصنيف الحرس الثوري بأكمله كجماعة إرهابية قد تكون له تداعيات أوسع بكثير بما في ذلك على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى في 2015. ويأتي تصنيف الحرس الثوري الإيراني من بين الاقتراحات قيد البحث في إطار مراجعة إدارة ترامب للسياسة تجاه إيران. وسيكون الهدف هو صرف اهتمام الاستثمار الأجنبي عن الاقتصاد الإيراني بسبب مشاركة الحرس الثوري في قطاعات كبيرة من بينها النقل والنفط. وكثيرا ما تكون هذه المشاركة ملكية مستترة. وقال مسؤول أميركي كبير يشارك فيما وصفه بأنه مراجعة واسعة للسياسة تجاه إيران "تعتبر الإدارة الجديدة إيران أوضح خطر على المصالح الأميركية وتبحث عن سبل للضغط". وأضاف أنه بدلا من تمزيق الاتفاق النووي، فإن البيت الأبيض قد يتجه إلى معاقبة إيران على دعمها لجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية والمقاتلين الحوثيين في اليمن وبعض القوى الشيعية في العراق وكذلك دعمها الخفي لشيعة يعارضون النظام السني في البحرين وهجمات إلكترونية على السعودية وأهداف خليجية أخرى. لكن المسؤول حذر من أن معاقبة الحرس الثوري قد تكون لها نتائج عكسية. فقد تقوي شوكة المحافظين وتضعف الزعماء الأكثر اعتدالا مثل الرئيس حسن روحاني وتشجع قوى تدعمها إيران في العراق وسوريا على الحد من أي جهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية في البلدين وربما رعاية جهود ضد قوى تدعمها الولايات المتحدة أو القوات الأميركية التي تحارب التنظيم المتشدد بالعراق. والحرس الثوري تابع للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي تتجاوز سلطته سلطة روحاني. وقال المسؤول "لن يقبل الإيرانيون أي تصرف أميركي باستسلام. قد لا يتصرفون بسرعة أو في العلن لكن هناك خطر نشوب صراع متصاعد". وتشمل العقوبات الأميركية الحالية جزاءات على الشركات الأجنبية التي تعلم أنها تجري معاملات "كبيرة" مع الحرس الثوري الإيراني أو كيانات إيرانية أخرى تشملها العقوبات. لكن شركات كثيرة يملكها الحرس الثوري أو له مصالح فيها غير مدرجة على القائمة السوداء واستطاعت عقد صفقات خارجية.
مشاركة :