قصة «مصرية مسلمة محجبة» تعاصر عهد ترامب بأمريكا: حاول شخص قتلها ويخاف منها جارها

  • 2/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذهبت «رحاب» إلى مرآتها الصغيرة، وأحكمت وضع الطاقية على رأسها، حتى تأكدت من تواري الحجاب بداخلها، ثم نظرت نظرة خاطفة من النافذة لتتأكد رحاب من خلوّ الطرقات من أي متربص، أو جار مزعج لا يحب جيرانه المسلمين. لم تكن تتصور رحاب أبوالعلا الصحفية المصرية، أن هذه هي الحياة التي ستعيشها بعد 7 سنوات منذ تلك اللحظة التي وقعت فيها في حب ذلك الشاب المسلم المصري الأمريكي، فعندما نظرت إلى عينيه الخضراوتين وطلب منها الزواج والانتقال للعيش معه في منزله بلوس أنجلوس بأمريكا، لم تفكر مرتين، فتزوجا بالفعل وسافرت مع زوجها الذي تناديه إلى هذا اليوم بحبيبي، في شهر يوليو عام 2011م. سماء تشع بالنجوم، وأشخاص مبهجين يغنون في الشوارع، حرية، وتقبل الآخر، هذا ما تخيلت أن تعيشه 174رحاب 175 خلال العامين اللذان كانا من المقرران أن تمكثهما في لوس أنجلوس مع زوجها، ولكنها للأسف لم تجد كل هذا الترحيب، بالإضافة لأنها لم تعد إلى بلدها بعد انقضاء العامان، فبعد قيام ثورة 25 يناير، فضل الزوج الاستقرار بالولايات المتحدة الأمريكية الأكثر أمانا من مصر في ذلك الوقت. 6 سنوات مرت على Jرحاب» في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تعيش في قلب زوجا اعتبرته الوطن، حاولت خلالهم التأقلم مع الحلم الأمريكي، ولكنها للأسف لم تستطع تحقيق حلمها في هذا البلد الكبير، فهي لم تقبل في أي وظيفة بسبب حجابها، فاضطررت للعمل بتحرير إحدى المجلات المصرية من على الإنترنت، وبالرغم من أن مدينة لوس أنجلوس مدينة يسكن بها جميع الجنسيات، إلا أنها كانت تتم معاملتها كمواطنة من الدرجة الثانية، وكان هناك من يذكّرها دائما بأن هذه ليست بلادها، فكانت تشتاق إلى بلادها، حتى أن أصدقاءها قالوا لها أنهم لم يعودوا يرووا ضحكتها إلا عندما تعود إلى بلدها مصر. مضايقة واحد فقط كل عام، هذا هو متوسط المضايقات التي كانت تتعرض لها«رحاب» في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خاصة بعدما حصلت على الجنسية الأمريكية، منذ عام واحد فقط، ولكن بعد ترشح دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تغير كل شيء، حيث اختفى الوجه الجميل لأمريكا التي شبهتها بالمرأة الجميلة التي تنظر إليها وتتمنى محادثتها، ولكنها عندما تتحدث إليك تشعر برغبتك الشديدة في التقيؤ على الفور. «الجواب بيبان من عنوانه» هكذا قالت عن شعورها بالخوف من نظرات الكره الموجهة لها والتي كانت تتزايد مع اقتراب دونالد ترامب من كرسي الرئاسة، إلى أن اعتلى عرش العالم، وبدأ بإطلاق قذائف القرارات التي لا ترحم المهاجرين، الأقليات، والمسلمين، والتي تمثلهم «رحاب». سكن الرعب قلب «رحاب» خلال لحظة إعلان «ترامب» رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ليس لكونه أصبح الرئيس، ولكن لخوفها من الشعب الذي تعيش وسطه، الذي أعلن بالنسبة لها عن وجهه القبيح، بعدما وافق على جميع الكلمات العنصرية التي قالها وقام بتأييدها، وبالرغم من رعبها لم تكن تتخيل أن هناك مترصد سيترصدها وهي تبتاع مشترياتها اليومية من إحدى المحال، ليطاردها بسيارته محاولا قتلها. نظرة إلى الطريق، ونظرة في المرآة على السيارة التي تلاحقها، ثم ضغطة على البنزين، هكذا كانت المطاردة الشبيهة بأفلام السينما الأمريكية التي تعرضت لها «رحاب»، واستمرت هذه المطاردة حتى رأت أن الحل الوحيد هو المواجهة، فأوقفت سيارتها ونزلت منها لتصيح بالرجل المتربص قائلة: «إذا كنت تريد قتلي فاقتلني الآن، هيا أفعلها»، فرد الرجل بكل غضب وكراهية: «عودي من حيث أتيت». «عودي من حيث أتيت» جملة لم يقلها الرجل لـ«رحاب» مرة واحدة بل كررها كثيرا حتى صرخت بوجهه: «إذا عدت أنا من حيث أتيت، فيجب أن تعود أنت أيضا من حيث أتيت لأنك مهاجر مثلي، أنت لست من السكان الأصليين»، وقتها فقط ركب الرجل سيارته ورحل من المكان، وفي هذا الأسبوع تعرضت 5 صديقات مسلمات لـ«رحاب» لاعتداءات من هذا النوع. «أشعر بالقلق من خطواتك العنيفة، إمش بهدوء»، هذا ما قاله جار «رحاب» عندما دق بابها ليخبرها بأنه يخاف من مشيتها، وذلك قبل تأثره الشديد بقرارات رئيسه «ترامب» الأخيرة، التي جعلته يدق بابها مرة أخرى في العاشرة مساء أحد الأيام ليخبرها بأنه يشم رائحة غريبة قادمة من مطبخها، وعندما علم أنها تطهو العشاء طالبها بألا تطهو في هذا الوقت، كما طالبها بغلق صوت «شفاط الهواء» لأنه يخيفه، فما كان منها إلا أن تتعامل مع الموقف بسخرية قائلة: «سأراعي هذا في المرة القادمة». «سأشارك في المظاهرات ضد ترامب وسأعود إلى وطني مصر قريبا، لأنني لم أعد أشعر بالأمان في أمريكا، وأتمنى أن يقتنع زوجي بالعودة معي إلى مصر، لأنه يقول دائما أن أمريكا هي وطنه الوحيد الذي يعرفه» هذا ما قالته رحاب أبوالعلا عن رؤيتها لمستقبلها كمهاجرة في الولايات المتحدة الأمريكية في عصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مشاركة :