قال الدكتور عبدالعظيم طنطاوي رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق وعضو الفريق البحثي لتقييم تجربة القمح بالتبريد: إن زراعة القمح مرتين فاشلة وتضر بزراعات الأرز والذرة، وأن التجربة لا تتفق مع المناخ المصري وتحقق خسائر في المحصول بنسبة ٥٠٪. وقال طنطاوي لـ"البوابة نيوز": إن النطام البيئي لزراعة أصناف القمح المصري هو القمح البيعي والذي يتم زراعته في شهر نوفمبر حتى منتصف ديسمبر، ويتم حصاده في شهري أبريل ومايو ليحقق أعلى إنتاجية من وحدة الأرض والمياه، حيث إن القمح نبات النهار الطويل، ويتطلب ظروفًا بيئية معينة تواكب مراحل نمو النبات خلال البادرة والتفريع والاستطالة والتزهير والإخصاب وامتلاء الحبوب والنضج وحصاد المحصول ليحقق أعلى إنتاجية. وأضاف أن حبوب القمح الربيعي لا تحتاج إلى فترة سكون يتم كسرها بالتعرض لدرجة حرارة منخفضة، أي التبريد، بينما في حالة القمح الشتوي الذي يزرع في البلاد التي يكسوها الجليد خلال فترة الشتاء حيث يغطي الجليد بادرات القمح بعد الإنبات والمعروف بنظام الاتباع وبعد ذوبان الجليد في شهر مارس، وتبدأ بادرات القمح في النمو حتى امتلاء الحبوب والنضج التام في شهري يونيو ويوليو. وأشار إلى أن زراعة القمح لم تكن وليدة اللحظة، وأنه تم تطبيقها في محافظة كفر الشيخ في عام ٢٠٠١ و٢٠٠٢ بعد تعميم زراعة أصناف الأرز مبكرة النضج جيزة ١٧٧ و١٧٨ والذي يتم زراعته في نهاية أبريل وأوائل مايو، ثم يحصد في شهر أغسطس وتكون الأرض خالية أمام المزارعين في شهر سبتمبر لزراعة القمح، ولقد طبق المزارعون أنفسهم هذه التقنية في تلك المناطق مشيرًا إلى أن المزارعين لقوا مشاكل في زراعة القمح بهذه الطريقة وهي تدني إنتاجية المحصول إلى ٧ أرادب وخسائر في التكاليف وفقدان محصول التبن علف المواشي. وقال: إن زراعة القمح بالتبريد تحتاج انخفاض درجات الحرارة إلى ١٥ درجة أثناء الليل، وهو لا يتأتي في شهر مارس وأبريل وفترة نضج الحبوب، مشيرًا إلى أن زراعة القمح في العروتين يعطي من ١٢ إلى ١٤ إردبا للفدان وهو لا يغطي التكاليف إلى جانب تدهور التربة نتيجة زراعة محصولين نجيلين في نفس الأرض، بينما زراعة القمح الربيعي العادي في عروة واحدة يعطي إنتاجية لا تقل عن ١٨ إردبا للفدان، وقد تصل إلى ٢٥ إردبًا.
مشاركة :