أنصفت مظلوماً فأنصف ظالماً! - مقالات

  • 2/9/2017
  • 00:00
  • 40
  • 0
  • 0
news-picture

هنالك حكمة رومانية تقول: «لا تسأل الطغاة لماذا طغوا، بل اسأل العباد لماذا ركعوا!!»، وهنالك بيت شعر طريف يقول: «أنصفت مظلوما فأنصف ظالما، في ذلة المظلوم عذر الظالم». في تاريخنا آلاف الأسماء لطغاة دوّخوا العالم ببغيهم وبطشهم ومجازرهم ضد شعوبهم وضد العالم، ولا شك أن مواقف الشعوب من هؤلاء الطغاة وسكوتهم عن جرائمهم كان هو الدافع والمحرك لهؤلاء ضد شعوبهم!! عندما نقرأ خبر شنق 13 ألف مواطن سوري في سجن واحد من سجون النظام السوري بعد تعذيبهم واغتصابهم، ثم نرى العالم يمر على ذلك الخبر مرور الكرام وكأنما هو «قصة رعب» يقرؤها في مجلة، فعلى ماذا يدل ذلك؟! إما أنه يدل على تبلد للشعور لا يضاهيه تبلد آخر وإما انه عدم اكتراث بما يحدث للمسلمين!! نعم، إننا نلوم الدول الغربية والشرقية على تواطئها على السكوت عن جرائم النظام وغض النظر عما يرتكبه من مجازر بشعة، لكننا ندرك بأن المشكلة الاكبر هي في مواقف الدول المسلمة مما يجري في سورية، فالصمت المطبق الذي يحيط بمواقف بعض الدول الاسلامية مثل اندونيسيا وباكستان وبنغلاديش وماليزيا وكثير من الدول الافريقية وكأنما هي لا يهمها ما يجري لاخوانها ولا يؤثر عليها!! بل الادهى من ذلك هو مواقف بعض الدول العربية التي لا تكتفي بالصمت تجاه تلك الجرائم بل وتؤيدها وتدعمها تحت حجج واهية، وصمت الجامعة العربية التي تحولت الى اضحوكة أمام العالم كله لما وصلت إليه من تردٍ في كل شيء!! لقد شاهدنا كيف تحركت الدول الافريقية التي لا ترتبط ببعضها البعض بشيء، تجاه عدة قضايا مصيرية في افريقيا وفرضت احترام الحق بقوة مثلما شاهدنا ما فعلته من ارسال قوات افريقية الى دولة جامبيا لاجبار رئيسها الذي فشل في الانتخابات على التنحي!! وقبلها تدخلت في الصومال للتصدي لحركة الشباب!! اليوم نشهد كارثة انسانية في سورية لا تحتاج الى دليل او برهان ومع هذا تسكت معظم دولنا العربية وتكتفي بالاستنكار او حتى تدعم الجزار بشار وتشجعه!! لقد شاهدنا منسق الامم المتحدة لسورية «ديمستورا» يهدد بأنه سيقوم بنفسه بتشكيل وفد المعارضة ان لم تتفق مع بعضها، ويعطي بشار الاسد الامان بأنه سيبقى رئيسا لسورية حتى بعدما وصل عدد القتلى الى اكثر من نصف المليون بريء بل ويتفاوض مع الحوثيين في اليمن ويعطيهم الامان». ثم تخجلون ان قلنا لكم كما قال المتنبي: سادات كل أناس من نفوسهم... وسادة المسلمين الأعبد القزم أغاية الدين أن تحفوا شواربكم... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ألا فتى يورد الهندي هامته... كيما تزول شكوك الناس والتهم!!

مشاركة :