الظلم لا يدوم وإذا دام دمر... رب العزة والجلالة يقول في حديثه القدسي «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا..»، فعندما نقف بين يدي الله حكاماً ومحكومين فإننا سواء أمام الواحد القهار فلا هيبة إلا هيبته ولا سلطان إلا سلطانه، وعندها يقال «يا مظلوم تقدم ويا ظالم لا تتكلم»، فيسمع الله شكوى المظلوم بالكامل، ويقتص من الظالم وعندها يعض الظالم على يديه ويتمنى لو كان تراباً أو نسياً منسيا.. ونحن في خضم المظالم التي يتعرض لها المسلمون في أنحاء الأرض ينشغل مجتمعنا بقبلة عبدالحميد دشتي، فيقيمون الدنيا ولا يقعدوها على شخص يكره أن يعيش بسلام وهدوء.. شخص يريد شق الوحدة الوطنية بتصرفات تفوق الحزام الناسف والقنابل العنقودية، ومع ذلك نجد الحكومة تضع أصابعها في أذانها من الصواعق حذر الموت.. أي حكومة هذه التي تتفرج على تصرفات البعض البغيضة ولا تحرك ساكناً..! نعود للمظالم التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية على يد الطغاة ففي بورما تشنق الأم وأبناؤها، ويسحل الرجل المسلم في الشارع حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهذه نتيجة طبيعة لما يفعله البوذا هناك لأنهم ما نقموا منهم إلا أن أمنوا بالله العزيز الحكيم، ولكن المستغرب أين حمية دولنا الإسلامية على حال إخواننا المسلمين في بورما... فإلى هذه الدرجة وصلت بنا الحال من الضعف والهوان فحسبهم الله ونعم الوكيل... حتى في بعض دولنا الإسلامية يُظلم الناس ويقتلون من دون وجه حق فأحفاد الحجاج الثقفي كثروا في ساحات القصور الرئاسية وصاروا ملوكاً أكثر من الملك، ولنستذكر قصة الحجاج مع سعيد بن جبير العالم الجليل الذي انتقد ظلم الحجاج من على المنبر وفي المجالس العامة وعندما استدعاه الحجاج فقال له: «ما تقول فينا يا سعيد»، فقال يا حجاج أنت عادل قاسط، فاستغرب الحضور من مدح سعيد للحجاج فقال الثقفي على مهلكم فهو لا يمدحني بل يذمني فقد قصد بعادل قوله تعالى «ثم الذين كفروا بربهم يعدلون»، وقصد بكلمة قاسط قوله تعالى «وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا»، وعندها قال الحجاج اختر يا سعيد لنفسك قتلة أقتلك بها، فرد عليه العالم الجليل بل أنت اختر لنفسك قتلة يقتلك الله بها.. ويروى أن عمر بن عبدالعزيز رأى في المنام أنه مر على النار فرأى الحجاج فسأله ما حالك؟، فقال إن الله قتلني بكل نفس قتلة، أما في سعيد بن جبير فقتلني مئة ألف قتلة.. احذروا من الظلم فإن دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة... الناس وإن تمردت أو تمادت فلا يقيمها إلا العدل حتى في العقاب فعودوا إلى الله وتذكروا الحفرة التي ترمون فيها لتُعرضوا على الحق سبحانه وتعالى... اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :