بينالي الشارقة للأطفال يحفز الصغار لبناء مدن أحلامهم

  • 2/9/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتعالى البنايات في المدن، وتنمو الأشجار في القرى، عاكسة التنوع في لوحات الصغار المشاركين في بينالي الشارقة للأطفال 2017، فاتحة نافذة من الأمل على أحلامهم، وتخيّلهم لمستقبل بلدانهم بتنوّع تاريخها الحضاري، فيقدم الفنانون الصغار صوراً للبيئات المعمارية التي يسكنون فيها، ويجمعون الآمال بالواقع لتحمل اللوحات والأعمال رسالة المحبة والسلام إلى العالم. تظهر هذه الرسوم والأعمال في الجناح الذي يخصصه المعرض للأعمال المشاركة عن فئة التصاميم المعمارية، إذ خصص البينالي في دورته الخامسة، الذي تنظمه مراكز أطفال الشارقة ويقام في متحف الشارقة للفنون حتى 15 فبراير الجاري، ثلاث فئات ليجمع أعمال الأطفال تحتها، مشرّعاً أمام المواهب الفنية باباً لاستكشاف فانتازيا الواقع، وسحر الخيال، وجماليات الهندسة والمعمار، فجاءت فئات البينالي في: الفانتازيا الواقع، والبيئة، والتصاميم المعمارية. تنكشف في أعمال الفنانين الصغار رؤاهم وتصوراتهم لمفهوم البيت، فتظهر رسوم الأكواخ، والمنازل، والبنايات، والأشكال الهندسية، التي تعبّر عن المسكن، وتلخص جانباً من النمط المعماري السائد في المدن والقرى، وفق رؤيتهم الخاصة التي تصوروها، ولجأ بعض الأطفال إلى رسم المنازل التي يقيمون فيها، على اختلاف أشكالها، فيما حاول البعض الآخر تخيّل شكل البيوت في المستقبل أو على سطح المريخ، أو في عالم افتراضي من نسيج خيالهم. وربط الأطفال في تقديم تصوراتهم عن التصاميم المعمارية، بين البيت وكل ما يمكن أن يحيط به، ويشير إليه، فلم تغب صور الأشجار، والأزهار، والتلال، والمركبات، لتفتح مضامين اللوحات على تصورات الأطفال لأحلامهم ببيوت آمنة، مملوءة بالورود، لا يصيبها الخراب، ولا تعكر صفو الإقامة فيها النزاعات والحروب. ولم يكتفِ الأطفال بتقديم تصورات معمارية للبيوت والمساكن، وإنما راحوا يقدّمون تجارب في التصميم الهندسي، تعكس نضجاً فنياً واسعاً، ودراية بجماليات الشكل الفني، حيث ظهرت بعض الأعمال التي توظف إطارات الدراجات الهوائية، والتصاميم التي توظف مكعبات الكرتون، والأشكال العشوائية لبعض الآلات المعدنية التي كوّنت مجتمعاً ومدينةً مصغرة. شكّل هذا المزيج في جناح أعمال التصاميم المعمارية، فرصة أمام زوار البينالي للتعرف إلى الكثير من المواهب الصغيرة، القادرة على تجاوز عمرها، والوصول بالعمل الفني إلى مستويات تقترب من الاحتراف. وتنوّعت خامات الأعمال المشاركة في المعرض، بحيث تجاوزت الألوان، والأقمشة، والأقلام، إلى المواد المعاد تدويرها، من الورق، والمعدن، والخشب، الأمر الذي أحدث تنوعاً على صعيد المدارس الفنية التي تندرج تحتها الأعمال. ولم تغب صور الوضع الراهن وما يدور في بعض البلدان العربية من أحداث عن بعض الأعمال الفنية، إذ توقف بعض المشاركين عند فكرة اللجوء، والغربة، والوطن، فلم تعد البيوت شكلاً هندسياً معمارياً بقدر ما صارت تلخيصاً، لصور الهجرة، والشتات، والترحال، وهو ما يتأكد بتتبع تصورات الأطفال للعلاقة بين البيوت من ناحية، وبين الأم والأب والأسرة من ناحية أخرى، إذ ظل كلا الوالدين يرافقان الأعمال ويظهران في لوحات الفنانين الصغار، ليصبحا رمزاً للأمان، والمحبة، في الأشكال المعمارية.

مشاركة :