قال عدد من البيطريين إن الزيادة في عدد الصيدليات البيطرية في قطر يعود بالأساس إلى النمو الكبير في نشاط تربية الثروة الحيوانية بالدولة، إضافة للاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة للعناية البيطرية من أجل زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأوضحوا في حديثهم مع «^» أن تجمع الصيدليات في مكان واحد جاء نتيجة حتمية لاقتراب مجمعات العزب وأماكن الإنتاج في محيط مكاني واحد، مشيرين إلى أن مقدم الخدمة مطالب بأن يكون قريبا من الزبون بفعل المنافسة الحادة في سوق الأدوية البيطرية، وأضافوا أن أكبر الإشكالات التي تواجههم هي الغلاء الكبير لأسعار إيجار محال العلاجات البيطرية، مؤكدين أن بعض الصيدليات تكابد في الفترة الأولى لتغطية الإيجارات وبقية المصروفات التشغيلية من رواتب للصيادلة وغيرها من الفواتير الأخرىمشيرين إلى أن نظرتهم تمتد نحو المستقبل آملين في نمو وزيادة الإنتاج المحلي وارتفاع وعي مربي الحيوانات بأهمية الخدمات البيطرية التي تساهم بصورة مباشرة في زيادة الإنتاج والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم ومنتجات الألبان وغيرها من مشتقات الإنتاج. عبدالناصر: الصيدليات ترفع الوعي البيطري لدى المربين قال الدكتور محمد عبدالناصر إن تجمع الصيدليات البيطرية جعل التواصل كبيرا بين البيطريين ومربي الحيوانات في مجمع العزب، مشيراً إلى أن عددا منهم دأب على زيارة الصيدليات والحديث مع البياطرة من أجل زيادة ذخيرته البيطرية ونوعية الأدوية الملائمة لزيادة القطيع، مشيراً إلى أن عطلة نهاية الأسبوع هي أكثر الأيام التي يتواجد فيها ملاك العزب ومربي الماشية، وقال عبدالناصر إن البعض الآخر يتصل عبر الهاتف لأخذ استشارات بيطرية مضيفا أن العلاقات الوثيقة مع ملاك القطيع تجعلهم يقدمون هذه الاستشارات المجانية بطيب خاطر ولاسيَّما أن عددا مقدرا من طالبيها هم أصلا زبائن للصيدليات البيطرية. نبيل: طلب متزايد على التحصينات قال الدكتور «نبيل» الذي اكتفى بذكر اسمه فقط «إنه كان يعمل في منطقة الشحانية وانتقل إلى المكان الجديد قرب مجمع عزب الخور مشيرا إلى أن عددا آخر من الصيدليات سوف يتم افتتاحه خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن قطر زاخرة بالموارد ولديها فرصة كبيرة لتطوير قطيعها القومي مؤكدا أن هنالك اتجاها عاما من قبل الحكومة لزيادة ثروتها الحيوانية الأمر الذي يؤدي لزيادة الخدمات البيطرية المصاحبة. وقال إن أكثر الأدوية مبيعا هي التحصينات مشيرا إلى أن بعض التحصينات تقدمها الجهات الحكومية المختصة، والبعض الآخر يقوم به صاحب القطيع نفسه، بالإضافة إلى الفيتامينات وغيرها من الأدوية المرتبطة بفصل البرد، لافتا إلى أن الإقبال على الأدوية يتغير بتغير الفصول. الشنيطي: نتواجد بجوار المجمعات لتسهيل حصولها على الأدوية قال الدكتور محمد الشنيطي -صيدلي بيطري- إن افتتاح الصيدلية قرب مجمع العزب أملته ضرورة المنافسة حتى يكونوا بالقرب من مربي وأماكن تربية الماشية، مشيرا إلى أنهم كانوا يعملون بصيدلية بيطرية في الخور، ولكن آثروا فتح فرع آخر قرب مجمع عزب الخور حتى لا يسبقهم منافسين إلى المكان الأقرب لزبائن الخدمات البيطرية. وأضاف أن عمله في الصيدلية مقصور على بيع الدواء لأصحاب الماشية وفقا للترخيص الذي حصل عليه من الجهة المختصة، مشيرا إلى أن الأطباء البيطريين يخضعون لامتحانات تخصصية للعمل كأطباء بيطريين معالجين، أو صيادلة بيطريين، أو أطباء حيوانات أليفة وغيرها من التخصصات، لافتا إلى أن عددا من ملاك الماشية يراجعه عبر روشتات بيطرية بينما يعتمد البعض الآخر على خبرته التي طورها من تجاربه مع تربية الحيوان، ويركن البعض الآخر إلى النصائح المتبادلة مع ملاك القطيع الآخرين، مشيرا إلى أن ترخيصه كصيدلاني بيطري لا يخول له ممارسة علاج الحيوانات رغم أنه دارس للطب البيطري. وقال الشنيطي إن من أبرز التحديات التي تواجه توسع الصيدليات البيطرية تتمثل في الإيجارات العالية، مشيرا إلى أن ارتفاع الإيجارات وتكلفة التشغيل يجعل معظم الصيدليات عاجزة عن تغطية مصروفاتها التشغيلية في الفترة الأولى، ولكن الجميع يعول على المستقبل لجني الأرباح من خلال الرهان على نمو قطاع الثروة الحيوانية وبالتالي الإقبال على الخدمات البيطرية. وأضاف: «إن أكبر الإشكالات التي تواجه القطيع القومي متعلقة بالتغذية ونوعية العلف المستخدم، مشيرا إلى أن عددا من مربي الماشية لا يربط بين نوعية غذاء مواشيه والأمراض التي تصيبها، لافتا إلى أن البعض يفضل الأدوية الأقل جودة لقلة ثمنها على الأدوية الجيدة غالية الثمن.;