بعد مماطلات إسرائيلية ومستوطنات غير شرعية، ومفاوضات غير جدية واتفاقيات غير عادلة، وقرارات غير منفذة، وتصريحات، وتنديدات، وفيتو، ووساطات غير حيادية، بعد كل ما سبق وأكثر أعلن الرئيس الفلسطيني الانضمام الى 15 مؤسسة من مؤسسات الأمم المتحدة احتجاجاً على عدم إطلاق دفعة جديدة من الأسرى كما هو متفق عليه. (ولست أدري ما الذي يمنع فلسطين من الانضمام الى هذه المؤسسات، بصرف النظر عن قضية الأسرى، لماذا ربطها أصلاً بهذه القضية؟) رد الفعل الإسرائيلي قال إن قرار الرئيس الفلسطيني يعد خطوة تمثل الخروج عن قواعد اللعبة. ونقول إن قضية فلسطين أصبحت فعلاً لعبة بيد إسرائيل تلعب بها كيفما تشاء وفق قوانينها الخاصة فهي الخصم والحكم ويشرف على اللعبة ذلك النظام المجحف الذي يسمى (فيتو) حيث يتيح للاعب المدلل أن يكسر القوانين ويحقق الفوز بصفة مستمرة. قرار الرئيس الفلسطيني لن يغير شيئاً على الأرض لكنه قرار معنوي لتذكير العالم بقضية عادلة منسية. هي خطوة رمزية لتذكير من يدعم إسرائيل بأن الضغط لصالح السلام لابد أن يكون على الطرفين وليس على فلسطين فقط. في الجانب الفلسطيني من الواضح للمتابع خلال سنوات من التفاوض والمناورات أن أوراق التفاوض الفلسطيني تكاد تنفد وأن مؤسسات الأمم المتحدة لن يكون بوسعها إيجاد الحلول، أما الجامعة العربية فسوف تندد بموقف إسرائيل وتطالب بالضغط عليها لوقف تسونامي الاستيطان، وتنفيذ التزاماتها المتفق عليها ومنها الإفراج عن الأسرى. لقد أصبحت الورقة الوحيدة المؤثرة هي الموقف الفلسطيني الموحد لأن الأوضاع السياسية العالمية وضعت قضية فلسطين آخر فقرة في جدول أعمال اللقاءات والمؤتمرات الدولية. أمريكا تبحث عن سياستها الخارجية المفقودة، روسيا مشغولة بسورية واأوكرانيا، أوروبا ليس لها دور مؤثر في قضية فلسطين، العالم العربي مشغول بالتصالح والإصلاح، الشرق يعمل وليس لديه وقت لقضية فلسطين، إسرائيل تبني المستوطنات رغم التنديد والاستنكار وهي تدرك أن لا أحد يجرؤ على إيقافها، دول أخرى تتعاطف مع إسرائيل وتذكر العالم أن أمريكا وعدت بقيام دولة فلسطين في 2005، لكن هذه الدول المتعاطفة غير مؤثرة ولها مصالح مع المؤثرين. في وسط هذه الظروف الصعبة تكون ورقة وحدة الموقف الفلسطيني هي الورقة المتبقية والمطلوبة وما عدا ذلك سيكون استمراراً لمسلسل من الفشل والإحباط واتخاذ المواقف والقرارات الرمزية غير المؤثرة.
مشاركة :