من الطبيعي في هذا العصر أن نشهد انفجارًا معلوماتياً هائلاً، كيف لا وقد أصبحت الشبكات الاجتماعية مصدر إلهام وميل الملايين من البشر، ممن يجدون فيها ضالتهم، فمن باحثٍ عن المعرفة إلى منتجٍ لها تتعدد شرائح المستخدمين وتختلف توجهاتهم وغاياتهم. بالنسبة للاستخدام فحدِّث ولا حرج ولست هنا بمعرض نشر آخر الأرقام والإحصائيات المتناثرة هنا وهناك عن عدد المستخدمين للشبكات الاجتماعية، وببساطة أكثر أكاد أجزم أنه سيأتي اليوم الذي يصبح لكل إنسان حساب على إحدى الشبكات الاجتماعية إن لم يكن عليها جميعها. حقيقة كنت أفكر بقلق حيال هذا الأمر ـ أقصد حيال تزايد الأعداد والتباين في الاستخدام، من ناحية أصبحت قلقًا بشأن البحث العلمي، إذ إن ترك التصفح والاطلاع والإنشغال بالشبكات الاجتماعية لأغراض التسلية والمرح أو التسويق شيئًا فشيئًا قد يؤدي في نهاية المطاف لموت البحث العلمي ـ لا قدر الله. مجتمعات المعرفة اليوم وفي إطار الشبكات الاجتماعية بات السؤال جليًا أمام المستخدم العربي ـ في ظل ندرة المحتوى العربي على الإنترنت بالمقارنة بالمحتوى الغربي، هل نعي تمامًا دور الشبكات الاجتماعية برؤية شمولية. الراصد لطبيعة الاستخدام يرى أن ما يستهلكه الشباب العربي على الشبكات الاجتماعية هو في أحسن التقدير إما ثورة من أجل التغيير، محاربة لظاهرة، أو نشرًا لثقافة وهذا بكل تأكيد جيد ولكن ماذا عن الكم الهائل ممن يستخدمون الشبكات لأغراضٍ أخرى كالتعارف، الصداقة، الدردشة، التسلية، أكاد أجزم إننا في النهاية نحتاج لكل هذه الاستخدامات معًا بل وأضيف التواصل مع أجل تبادل الثقافات والمعلومات، البحث العلمي المتخصص داخل الشبكات الاجتماعية كأن تبحث عن عالمٍ معين الدعوة للفضيلة والخلق، حرية التعبير والنقد البناء، وهذه المفاهيم وغيرها هي ما نحتاج لنثري بها المحتوى العربي.
مشاركة :