أكد لـ "الاقتصادية"، أندي براون مدير مشاريع المنبع في عملاق الطاقة "رويال داتش شل" أن منطقة الشرق الأوسط ستحقق كثيرا من المكاسب من خلال دورها المحوري والناجح في عملية الانتقال التي تعيشها أسواق الطاقة في إطار التحول نحو عالم أقل في انبعاثات الكربون. وقال براون "إن مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تكتسب بسرعة مساحات واسعة من النجاح على الصعيد العالمي"، مشيرا إلى أنها ستلعب دورا متزايدا في الأهمية في المرحلة الانتقالية.وأضاف براون أن هناك تجارب ناجحة في السعودية والإمارات في مجال تطوير الطاقة المتجددة، ما سيساعد على دفع وتطوير ونشر إحلال الطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن جميع الدول في الشرق الأوسط بخاصة في الإمارات، تتحرك بالفعل لتطوير محطات الطاقة الشمسية بشكل جيد ومتسارع.ويعتقد براون أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بالوفرة سواء في الطاقة التقليدية أو المتجددة، وهناك موارد كبيرة غير مستغلة من الوقود الأحفوري، خاصة الغاز الطبيعي، لافتا إلى أهمية تطوير مشاريع الغاز الطبيعى أيضا لأنها تنتج انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون وبالتالي تحدث أقل مستوى في تلوث الهواء مقارنة بالمواد الهيدروكربونية الأخرى. وذكر براون أن غنى المنطقة بكافة موارد الطاقة إلى جانب توافر التكنولوجيا المتطورة والخبرات الواسعة سيجعل منطقة الشرق الأوسط تحافظ على مكانتها وربما تتزايد في توفير أمن الطاقة في المنطقة والعالم مع الحفاظ على المعايير البيئية.في سياق متصل، قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن المنظمة تركز في المرحلة الحالية بشكل مكثف على العلاقة الدقيقة التي تربط العرض والطلب والأسعار، وتسعى إلى المساعدة على بقاء العلاقة بين العناصر الثلاثة في حالة توازن لأن هذا التوازن هو الوحيد القادر على دفع الصناعة لتستعيد مكانتها وتنشيط الاستثمار مرة أخرى ليصل إلى المستويات الضرورية مرة أخرى لضمان تلبية احتياجات الطاقة في المستقبل".وأضاف باركيندو – في النشرة التحليلية لـ "أوبك" - أنه "إذا بقيت هذه العناصر الثلاثة في حالة من عدم التوازن فقد نرى مزيدا من العواقب السلبية في الصناعة خاصة ما يتعلق بفقدان الوظائف وتباطؤ الاستثمارات وتراجع جهود البحث والتطوير"، مشيرا إلى أن الجميع في الصناعة لا يرغبون في رؤية دورات جديدة من الكساد ويتمنون تعافيا ورواجا سريعا بما ينعكس إيجابيا بشكل واسع على كل أصحاب المصلحة. وأوضح باركيندو أن الحد من تقلب مستويات أسعار النفط من العوامل المهمة لتعافي الأسواق والاستمرار في لعب دور حيوي في توفير الطاقة خاصة النفط والغاز في السنوات القادمة، مشددا على أهمية تواصل الجهود التي بدأت باتفاق خفض الإنتاج من أجل توفير التوازن والاستقرار في السوق.وأكد الأمين العام أن تحقيق الاستقرار في السوق هو واحد من الأهداف الرئيسية التي تأسست بموجبها المنظمة منذ قرابة 60 عاما وستواصل "أوبك" التركيز على تحقيق هذا الهدف الذي يعتبر محور استراتيجية عمل المنظمة من أجل مستقبل آمن ومزدهر لصناعة النفط الخام.وأضاف باركيندو أن "الوعى بخطورة الدورة الاقتصادية الحالية تنامى خلال النصف الثاني من العام الماضي 2016 وسادت قناعة واسعة بين كل المنتجين والمستهلكين بخطورة الوضع وضرورة التحرك المشترك لاحتواء الموقف والتغلب على التداعيات السلبية الحادة التي بدأت في منتصف 2014". ونوه باركيندو بأنه كان من الطبيعي أن نرى مشاورات واسعة بين الوزراء في عديد من دول "أوبك" والدول من خارجها وانخرط في تلك المشاورات أيضا رؤساء دول ورؤساء حكومات وتم بالفعل دفع عملية إعادة التوازن في سوق النفط وفق رؤية تقوم على عودة الاستقرار بشكل مستدام.من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، فينسيزو أروتا مدير شركة "تيمكيس أوليو" الإيطالية، أنه رغم تحسن مستوى أسعار النفط الخام منذ نهاية العام الماضي إلا أن الاستثمارات ما زالت في حالة ترقب وحذر من تقلبات السوق لأن طريق التوازن والاستقرار في الأسواق طويل ويحتاج إلى جهود مشتركة ومتسارعة لضبط علاقة العرض بالطلب وامتصاص وفرة المعروض وفائض المخزونات.وأشار أروتا إلى أن مشاريع النفط خاصة في منطقة بحر الشمال ما زالت تواجه خطط التأجيل والإلغاء، رغم قناعة الجميع بالآفاق الجيدة لنمو الطلب خاصة على المدى الطويل، منوها بأنه في المقابل نجح كثير من شركات الطاقة الدولية في خفض نفقات التشغيل والحفاظ على تحقيق هامش ربحية جيد رغم عدم تعافي الأسعار بعد على النحو المأمول، لكن بفضل تخفيض النفقات وضغط العمالة ورفع مستويات الكفاءة تمكنت الشركات من تحقيق توازن نسبي.إلى ذلك، قال لـ "الاقتصادية"، لويس ديل باريو المحلل بمجموعة بوسطن المالية في إسبانيا، "إن نمو الطلب والعوامل الجيوسياسية سيكون لهما اليد العليا بالتأثير في وضع سوق النفط خلال الفترة االمقبلة خاصة ما يتعلق بتطورات الصراع الأمريكي الإيراني واحتمال فرض مزيد من العقوبات ما قد يدفع أسعار النفط إلى قفزات سعرية متلاحقة.واعتبر باريو أن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترمب تركز كثيرا على تحرير قطاع الطاقة من كل القيود المكبلة والعوائق التي كانت مفروضة في أثناء تولى الإدارة السابقة وهو التوجه الذي من المتوقع أن يقود إلى طفرة في الاستثمارات الأمريكية والأجنبية في قطاع الطاقة التقليدية إلى جانب تزايد الصادرات الأمريكية من الطاقة خاصة شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق أوروبا.من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، فقد ارتفعت أسعار النفط أمس مدعومة بهبوط غير متوقع في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة رغم أن تخمة المعروض من الخام تعني أن أسواق الوقود لا تزال تواجه ضغوطا.وبحسب "رويترز"، فقد زاد خام القياس العالمي مزيج برنت 50 سنتا إلى 55.62 دولار للبرميل، بينما صعد الخام الأمريكي الخفيف 50 سنتا أيضا إلى 52.84 دولار للبرميل.وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية "إن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة هبطت بنحو 869 ألف برميل الأسبوع الماضي إلى 256.2 مليون برميل مقابل توقعات محللين بزيادة قدرها 1.1 مليون برميل".ويشير انخفاض مخزونات البنزين إلى أن الاستهلاك الأمريكي كان أقوى من المتوقع وربما يكون جيدا بما يكفي لدعم الأسعار عندما تصبح المخزونات في معظم أسواق الوقود جيدة جدا.وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة أيضا أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت بنحو 13.8 مليون برميل إلى 508.6 مليون برميل.وذكر بنك جولدمان ساكس أن ارتفاع مخزونات الوقود وزيادة إنتاج الخام الأمريكي يعني أن أسواق النفط ستكون متخمة بالمعروض لبعض الوقت، لكن تلك التخمة ستنحسر تدريجيا، ويقوض ارتفاع مخزونات النفط جهود المنتجين في تقييد السوق من خلال خفض الإنتاج. Image: category: عالمية Author: أسامة سليمان من فيينا publication date: الجمعة, فبراير 10, 2017 - 20:06
مشاركة :