«شل» لـ "الاقتصادية" : استهلاك الطاقة في الشرق الأوسط يتضاعف بحلول 2050

  • 12/30/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استمرت حالة التقلبات في أسعار النفط في الأسواق الدولية، حيث مالت أسعار الخام الأمريكى إلى الانخفاض بتأثير من زيادة مفاجئة في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية، فيما قلص خام برنت خسائره ببعض المكاسب السعرية المحدودة. ولا تزال حالة من الهدوء والترقب تسيطر على الأسواق في ظل عطلات نهاية العام وترقب السوق لبدء تطبيق اتفاق خفض إنتاج النفط في أول يناير المقبل الذي تقوده منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بالتعاون مع المنتجين المستقلين لخفض المعروض العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا. وأثار إعلان الكويت عن عقد أول اجتماع للدول الأعضاء في لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج اهتماما كبيرا في الأسواق لما يحمله من دلالات عن دور فاعل لهذه اللجنة في متابعة الأسواق ومراقبة تطبيق خفض الإنتاج والتحقق من مدى التزام كل المنتجين بالحصص المتوافق عليها وفق اتفاقي فيينا. ومن المتوقع أن يحظى الاجتماع بمتابعة دولية واسعة، حيث إنه من المرجح عقد الاجتماع في فيينا يومي 21 و22 يناير المقبل ويضم وزراء النفط في خمس دول هي الكويت وروسيا وسلطنة عمان والجزائر وفنزويلا، وتتولى رئاسة اللجنة بالمشاركة كل من الكويت وروسيا. في سياق متصل، ذكرت لـ "الاقتصادية"، مصادر في شركة رويال داتش شل العملاقة للطاقة، أن استهلاك الطاقة في منطقة الشرق الأوسط سيتضاعف بحلول عام 2050 وذلك بحسب تقديرات مجلس الطاقة العالمي. وأشارت المصادر إلى أن الشرق الأوسط منطقة حيوية ورئيسية في إنتاج واستهلاك الطاقة على مستوى العالم، لافتة إلى ضرورة أن تعمل حكومات المنطقة على سرعة معالجة التحديات التي تواجه اقتصادياتها حاليا خاصة الارتفاع السريع في عدد السكان وانكماش النمو الاقتصادي، مؤكدة أن رفع مستويات معيشية سيؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة. وأضافت المصادر أنه "لا تزال بعض الدول في المنطقة لا تستطيع الحصول على مستويات الطاقة الملائمة لاحتياجاتها"، منوها بأهمية تكثيف الحكومات جهودها لتحفيز التنمية الاقتصادية وإيجاد سبل لتوفير إمكانية الحصول على الطاقة بأسعار معقولة. وأفادت المصادر أن منطقة الشرق الأوسط لديها كثير من القدرات والإمكانيات التي يمكن الاستفادة منها في عملية انتقال ناجحة إلى عالم أقل من الكربون وإلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهي الموارد التي تحقق كل يوم مزيدا من المكاسب على الصعيد العالمي وستلعب دورا متزايد الأهمية في المرحلة الانتقالية الحالية. ورصدت المصادر وجود تجارب جيدة في الإمارات في مجال تطوير القدرات لإنتاج الطاقة المتجددة بهدف دفع عملية تطوير ونشر الطاقة النظيفة، كما أن السعودية وبعض دول منطقة الشرق الأوسط تتحرك بالفعل بخطوات جادة لتطوير محطات الطاقة الشمسية بشكل خاص. من جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا للاستشارات المالية، "إن الأسواق الدولية تترقب كيفية تطبيق المنتجين اتفاق خفض الإنتاج اعتبارا من بداية الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن عقد اجتماع للجنة مراقبة الإنتاج خلال الأسابيع الأولى لتطبيق الاتفاق هو دلالة على جدية خطة خفض الإنتاج وسعي المنتجين إلى تحقيق أقصى مستويات الالتزام والفاعلية في التطبيق. وتوقع نوبل أن يكون الالتزام أكبر من كبار المنتجين خاصة السعودية التي ستخفض إنتاجها بنحو 486 مليون برميل يوميا وروسيا التي ستخفض إنتاجها 300 ألف برميل يوميا ثم العراق 210 ملايين برميل يوميا، مشيرا إلى أن كل المؤشرات تصب في مصلحة نجاح تنفيذ الاتفاق الذي ستتم مراجعته بعد ستة أشهر، كما أنه من المرجح أن لجنة مراقبة الإنتاج ستعقد اجتماعات متتالية على فترات متقاربة، وسيكون لسكرتارية "أوبك" في فيينا دور فاعل في إمداد المنتجين بالبيانات والإحصائيات الدقيقة عن واقع الإنتاج والتصدير في كل دولة. من ناحيته، أوضح لـ "الاقتصادية"، سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبى، أن التقلبات السعرية الحالية تجيء كنتيجة مباشرة لعدة عوامل، منها هدوء الأسواق بسبب عطلات العام الجديد إلى جانب استمرار ارتفاع المخزونات وصعود الدولار الأمريكي، مشيرا إلى أن الأسبوع المقبل سيكون أفضل بالنسبة إلى السوق مع تطبيق اتفاق خفض الإنتاج وارتفاع مستويات الثقة والتفاؤل بتعافي السوق. ويرى جرلاخ أن اتفاق خفض الإنتاج كان نتاج حاجة عاجلة وملحة لدعم الأسعار لإنعاش ميزانيات الدول المنتجة وفي نفس الوقت مساعدة الاستثمارات على التعافي مرة أخرى، مشيرا إلى أن السعودية – وفق رؤيتها المستقبلية المتميزة لسوق النفط – ارتأت تقديم بعض المرونة في المرحلة الحالية والتضحية بمستوى أكبر لخفض الإنتاج من أجل رواج الصناعة على المدى الطويل واستعادة السوق مستويات سعرية ملائمة لاقتصاديات المنتجين. وذكر لـ "الاقتصادية"، لويس ديل باريو المحلل في شركة بوسطن للاستشارات المالية في إسبانيا، أن السوق تتطلع إلى قدرة اتفاق خفض الإنتاج على امتصاص فائض المعروض النفطي، لكن الأمر ليس مهمة سهلة، خاصة أن الاتفاق منح إعفاء لليبيا ونيجيريا من خطط خفض الإنتاج نظرا لظروفهما الاقتصادية، وتشير التوقعات إلى أن الدولتين تخططان لزيادة إنتاجهما بشكل كبير خاصة ليبيا التي قد ترفع مستوى إنتاجها إلى مليون برميل يوميا قريبا مقابل 600 ألف برميل حاليا. وأضاف ديل باريو أن "كثيرا من المنتجين وصلوا بالفعل إلى مستويات قصوى في الإنتاج خاصة روسيا التي أضافت أكثر من 500 ألف برميل إلى إنتاجها قبل أشهر من اتفاق خفض الإنتاج"، لافتا إلى أن فائض المعروض النفطى العالمى يقترب من مليوني برميل يوميا ويجب أن يتعاون المنتجون على امتصاص هذا الفائض من خلال تعديل الاتفاقية في الشهور المقبلة، وضمان حدوث انحسار تدريجي في تخمة المعروض. على صعيد الأسعار، فقد تراجعت أسعار النفط الأمريكي أمس بعد تقرير أظهر زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام في الولايات المتحدة، فيما عوض خام برنت بعض الخسائر التي تكبدها في التداولات المبكرة. وبحسب "رويترز"، فقد انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 27 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 53.79 دولار للبرميل بعد زيادته 16 سنتا إلى 54.06 دولار للبرميل عند التسوية في الجلسة السابقة. وفقد خام القياس العالمي مزيج برنت ثلاثة سنتات أو 0.05 في المائة في العقود الآجلة ليصل إلى 56.19 دولار للبرميل معوضا بعض الخسائر التي مني بها في التداولات المبكرة، وفتح برنت منخفضا 21 سنتا عن مستواه عند تسوية أمس الأول البالغة 56.22 دولار للبرميل. ومن المتوقع أن تظل التعاملات هزيلة هذا الأسبوع مع عزوف معظم المستثمرين قبل عطلة السنة الجديدة، وإن كانت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شباط (فبراير) قد تشهد بعض النشاط مع انتهاء فترة تداولها أمس. إلى ذلك، أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي مع خفض مصافي التكرير الإنتاج بينما تراجعت مخزونات البنزين والمشتقات الوسيطة. وقال المعهد "إن مخزونات النفط سجلت زيادة بلغت 4.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 كانون الأول (ديسمبر) لتصل إلى 490.2 مليون برميل، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل". وأظهر التقرير الأسبوعي للمعهد أن مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج في ولاية أوكلاهوما ارتفعت بمقدار 528 ألف برميل. وأشار التقرير إلى أن استهلاك مصافي التكرير من النفط الخام تراجع 604 آلاف برميل يوميا، وأظهرت البيانات أن مخزونات البنزين هبطت 2.8 مليون برميل في حين كانت توقعات محللين في استطلاع تشير إلى زيادة قدرها 1.3 مليون برميل. وهبطت مخزونات المشتقات الوسيطة - التي تشمل الديزل وزيت التدفئة - 1.7 مليون برميل في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 1.8 مليون برميل. وأفادت بيانات معهد البترول أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 191 ألف برميل يوميا إلى 8.2 مليون برميل يوميا.

مشاركة :