احذروا الغباء العاطفي..!

  • 2/10/2017
  • 00:00
  • 106
  • 0
  • 0
news-picture

خاطب الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش خريجي إحدى الجامعات الأميركية قائلا: لهؤلاء الذين حصدوا مرتبة الشرف أقول لهم أحسنتم صنعاً. ولكم يا من حصلتم على تقدير جيد (C) أقول لكم بأنكم أنتم ايضاً تستطيعون أن تصبحوا رئيسا للولايات المتحدة الأميركية!. مقالة اليوم تجيب عن السؤال: لماذا ينجح الفاشلون دراسياً في الحياة العملية؟ عند التفكير بوضع الطالب المجتهد والبليد، فنجد أن الطالب المتفوق دراسياً كثيرا ما يقضي جل وقته في الدراسة سواء بالكتب أو الحواسيب. وبقدر ما يكتسب من معرفة فقد يؤثر ذلك على قدراته في التواصل مع الآخرين والتحكم بمشاعره وعواطفه. كما أن الطالب المتفوق قادر على إنجاز الواجبات بنفسه دون الحاجة إلى مساعدة أحد. وبالمقابل فالطالب غير المجتهد أو الفاشل دراسياً يجد نفسه منذ أيام الدراسة في وضع صعب يجبره على بناء علاقات ممتازة مع الزملاء الآخرين المتفوقين في الفصل ليتمكن من أداء الواجبات أو نقلها أو الغش في أسوأ الأحوال. هذه كلها مهارات تجعل الطالب الفاشل دراسياً قادراً على الاستفادة من إمكانات الآخرين لمصلحته ومصلحة المؤسسة مستقبلا. أضف لذلك أن الطالب المتفوق في كثير من الأحيان يتقبل توجيهات المعلم ويتقبل ما جاء في المقررات مما قد يجعل تفكيره يميل إلى النمطية. وعلى عكس ذلك فالطالب البليد يمتلك الحس النقدي في كثير من الأحيان تجاه كلام المعلمين والمناهج والنظام التعليمي مما قد يكسبه القدرة على التفكير خارج الصندوق. ويمكن اختصار الفوارق المذكورة أعلاه بمصطلح الذكاء العاطفي والذي يمكن تبسيطه بالقول بأنه القدرة على التعرف على مشاعرنا الشخصية ومشاعر الآخرين وإدارة عواطفنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين. وتؤكد نتائج أبحاث معهد تالينت سمارت (Talent Smart) بأن النجاح في العمل يرتبط بنسبة الذكاء العاطفي بمعدل 58%. بكلمة أخرى فمهما تفوق الموظف دراسياً وكان عبقرياً فسيكون في وضع صعب للغاية إذا لم يمتلك معدلاً مقبولاً في الذكاء العاطفي. أضف لذلك أن أصحاب نسبة الذكاء العاطفي العالية يحققون دخلاً أعلى من زملائهم أصحاب النسب الذكاء العاطفي الضعيفة بما يعادل 29 ألف دولار أميركي سنويا. وبالتأكيد فالتفوق الدراسي لا يقتضي الفشل في الحياة العملية والعكس صحيح. والتفوق الدراسي مهم ولكن تعليم الأبناء مهارات التواصل والذكاء والعاطفي مهم كذلك خاصة في عصرنا الذي أصبح فيه كل طفل يمسك بهاتفه أو جهازه الذكي ويعيش بكوكب منفصل عن أسرته والعالم من حوله. وباختصار، احذروا الغباء العاطفي!

مشاركة :