سبب مسبار «كيوريوسيتي» التابع إلى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، حيرة لدى العلماء في شأن نظريات وجود الماء على سطح المريخ، بعد دراسة الصخور التي تُثبت وتدحض، الأفكار المتعلقة بالماء السائل على سطح الكوكب. وحط «كيوريوسيتي» على سطح المريخ في 6 آب (أغسطس) العام 2012، ليكشف أدلة جديدة تدعم إمكانية الحياة على هذا الكوكب، وفق ما نشر موقع «سييكير» المختص في الشأن الفلكي. وتشير النظريات العلمية السابقة إلى أن سطح المريخ في الماضي خلال بليون عام من نشأة الكوكب، كان رطباً وأكثر دفئاً مما هو عليه اليوم، ويحتوي أعلى مستويات ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل بطانة واقية من غازات الاحتباس الحراري. وقال المشرف على البحث في الوكالة توماس بريستو إنه سيكون من الصعب الحصول على الماء السائل، حتى ولو كان هناك ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أكثر بـ100 مرة مما تخبرنا به الأدلة المعدنية في الصخور. وتشير الأدلة الجديدة إلى أن نسبة 70 في المئة فقط من الطاقة التي تضخها الشمس، إلى جانب أن الغلاف الجوي للمريخ لا يمكن أن يعويض غياب الحرارة، ولم يكن هناك ما يكفي من غاز ثاني أكسيد الكربون لإنتاج ظاهرة الاحتباس الحراري، القادرة على حفظ الماء في حالة سيلان، وبذلك يبدو أنه من المستحيل أن يكون قد وُجد الماء السائل على سطح المريخ. وأثارت تقارير «ناسا» أخيراً ارتباكاً في شأن النظريات حول وجود المياه على سطح المريخ، بعد أن كشف «كيريوسيتي» عن صخور تدل على وجود بحيرة، ولكن في الوقت ذاته، غياب مؤشرات على مستويات الكربون اللازمة للحفاظ على هذا الماء سائلاً. ويوضح بريستو أن الغازات الدفيئة مثل غاز ثاني أكسيد الكبريت، يمكن أن تكون المسؤولة على الحفاظ على المياه السائلة على سطح المريخ، ولكن يصعب إثبات ذلك، مع ذلك يعترف بريستو بأن حفرة "غيل كريتر" هي دليل وجود البحيرات والأنهار منذ مئات وحتى آلاف الملايين من السنين. وتشير النظريات الأخرى، التي تجري مناقشتها، إلى وجود غطاء جليدي عازل للمياه، يبقيها في درجة حرارة السائل أو ينقلها عبر مدار الكوكب، ما يخلق تغيراً مفاجئاً وطويل الأمد في درجة الحرارة. ويعد وجود الماء على سطح المريخ مفتاحاً لنظرية وجود الحياة على الكوكب الأحمر، حيث أثبت العلماء أن أي بيئة على كوكب الأرض قادرة على الحفاظ على المياه يمكنها أيضاً الحفاظ على الحياة.