المعابد الجديدة ليست شبيهة بالهندسة المصرية او النوبية اللتين تركتا بصماتهما على نطاق واسع في المنطقة. وقال "علينا تحديد جذور (هذه الهندسة) (...) انه سر افريقيا". وأظهر بونيه من خلال بحوثه في العقود الاخيرة الارث الافريقي بشكل عام وليس فقط المصري او ذلك العائد لمملكة كرمة (2500 الى 1500 قبل الميلاد). وقد نبش خصوصا سبعة تماثيل من حجر الصوان "للفراعنة السود" وهم حكام سودانيون حكموا مصر خلال القرن الثامن قبل الميلاد. وكانت النوبة، وهي حاليا منطقة في شمال السودان وجنوب مصر، معروفة بموادها الثمينة مثل الذهب والعاج وخشب الابنوس. لفت بونيه الى انه اكتشف في دكي قيل بموازاة اكتشاف المعابد "تحصينات ضخمة" في ما يؤشر برأيه الى ان الموقع قد يضم كنوزا اخرى. وقال "هذا يعني ان هذا الجزء من العالم كان محميا من تحالف يضم على الارجح ملك كرمة مع اناس من دارفور (غرب) ووسط السودان" في مواجهة المصريين الذين كانوا يسعون للتحكم بالتجارة في وسط افريقيا. ويأمل بونيه الذي أطلق مسيرته في مجال التنقيب الأثري قبل اكثر من خمسة عقود، في أن تسمح اكتشافاته الاخيرة بتحسين فهم التاريخ القديم للقارة الافريقية. وأضاف "نحن نكتشف عالما جديدا هو العالم الافريقي". وأوضح ان السودان "بلد ضخم وهو قلب افريقيا مع تأثيرات كثيرة من جهة البحر الاحمر ودارفور وكردفان (جنوب)". وتابع العالم السويسري "لدينا هنا تاريخ مذهل عن العالم، وربما بعد بضع سنوات سيصبح لدينا مجال علمي لتاريخ السودان بالقدر عينه لأهمية علم المصريات".
مشاركة :