أكد وزير العدل السابق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن الإسلام حذر من فرض الآراء بالقوة، وقال إن الإسلام تعايش مع غيره من الأديان، بل وصل الأمر إلى أن الإسلام بنص القرآن أجاز الزواج من النساء المسيحيات واليهوديات، ومع هذا فقد فتح مجال الحوار الديني بأدب الحوار واحترام إنسانية وكرامة الآخر، لكن بالحوار وبدون الحوار لا بد من الاحترام والتقدير والتعايش والتعاون، والتسامح أيضاً. وقال: إن نبي الإسلام قام احتراماً لجنازة شخص غير مسلم عندما رآها، وبرر ذلك أنه إنسان يستحق القيام له احتراماً وإن لم يكن ضمن الجماعة الإسلامية، فإذا كان هذا وهو ميت فالحي لا شك أولى. وأكد العيسى أن غياب هذا الوعي الإسلامي الصحيح قاد بعض المسلمين إلى منطقة التشدد التي تفرز أحياناً تطرفاً يتم من خلال تطوره وتهوره إلى المواجهة وحصول بعض الأفعال الضارة. جاء ذلك خلال مشاركة المملكة العربية السعودية مؤخراً في لقاء الطوائف الدينية اللبنانية الذي أقيم في بيروت. وقد ألقى الدكتور العيسى كلمة في اللقاء قال فيها: إن على أتباع الأديان والمذاهب أن يعلموا أن طبيعة الكون تحتم علينا أن نؤمن بحقيقة وواقع الاختلاف والتنوع والتعددية وأن على جميع الطوائف الدينية أن يتعاملوا بمنطق الأولويات ومنطق التسامح، فمنطق الأولويات يتسامى على أي مصلحة ضيقة أو مفضولة حتى نصل إلى تحقيق مصلحة أوسع وأسمى، وأن منطق التسامح يقربنا من بعض لمصلحة تعايشنا وتعاوننا وهذا من أهم لبنات تحقيق السلم الأهلي والدولي، وهذه الأطروحات تعكس منطقاً جديداً منفتحاً على الآخرين تتحدث عنه إحدى أهم رموز المؤسسة الدينية السعودية ربما لأول مرة في بُعدها الدولي وهو رابطة العالم الإسلامي وبُعدها الداخلي السعودي وهو عضوية هيئة كبار العلماء السعودية.