موقف الإسلام من الأديان الأخرى

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إن الإسلام لم يأت لينقض ما بناه الأنبياء السابقون، وإنما جاء ليكمل البناء ويشيد على ما بناه الأنبياء، ولا يكتمل الإيمان في قلب المسلم إلا إذا آمن بكل الرسل والأنبياء السابقين. فهو على مستوى التاريخ يطوي أبعاد الزمان ويجمع كل النبوات في عقد واحد من دون تفريق أو تمييز بين نبي ونبي، ويطالب المؤمنين به أن يؤمنوا بالجميع من دون تفريق، ويجعل أول المؤمنين بهذه الحقيقة هو محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإسلام نفسه يقول القرآن: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة الآية: 285). (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إلى إبراهيم وَإسماعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة الآية: 136). (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إبراهيم وَإسماعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (آل عمران الآية: 84). (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إلى إبراهيم وَإسماعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) (النساء الآية: 163). فمصدر الإلهام في الوحي المنزل واحد، ومصدر التشريع في كل الرسالات واحد، وإن اختلفت التشريعات رعاية لظروف الزمان والمكان وحال البشر، يقول القرآن: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبراهيم وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) (الشورى الآية: 13). (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإبراهيم وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) (الأحزاب: 7 ). وهو على مستوى الجغرافيا يطوى أبعاد المكان ويقرب بين الأمم والشعوب بل يجعل من كل الأمم التي تؤمن بالوحي والرسل أمة واحدة على اختلاف أجناسهم وزمانهم، يقول القرآن بعد ذكر عدد كبير من الأنبياء والرسل منهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ونوح ولوط وداود وسليمان أيوب ويونس وزكريا ويحيى ومريم أم المسيح، وبعد ذكر كل هؤلاء يقول القرآن بداية من الآية 69 وحتى الآية 92: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون ِ) (سورة الأنبياء تراجع الآيات من 69 ـ 92 الآية: 42). ‭{‬ المفتي العام لقارة أستراليا

مشاركة :