قراءة متأنية في ذكرى الثورة الإيرانية !!

  • 2/11/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

هناك عبارة للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو تقول (الاعتدال والعمل هما أفضل أطباء الإنسان) فالاعتدال يقود إلى الحكمة والتطرف يقود إلى التهور وحقيقة لاندري أي الاعتدال والحكمة في مبادئ الثورة الإيرانية التي صادفت مناسبة ذكراها الـ 38 يوم الجمعة الموافق 10 /2 إذا كان من أهم مبادئها هو تصدير الثورة ؟!. إن المنطقة كلها عانت ولاتزال تعاني من الثورة الإيرانية التي قادها الراحل الخميني في فبراير سنة 1979 فقد قامت على أنهار من الدماء سألت في شوارع المدن الإيرانية وقد استبشر البعض خيرا في البداية عندما قامت الحكومة الإيرانية بعد الثورة بإغلاق السفارة الإسرائيلية وتحويل مقرها إلى سفارة للسلطة الفلسطينية وأتذكر أن وفدا شعبيا من الكويت قام بزيارة الجمهورية الإيرانية ويتكون من شخصيات سياسية لتقديم التهنئة للمرشد الأعلي للثورة آنذاك الخميني فقد كان هناك توجس وخوف من سياسة الراحل شاه إيران محمد بهلوي خاصة بعد احتلاله للجزر الإيراني الثلاثة ومطالبته بضم مملكة البحرين ولكن اتضحت الصورة فيما بعد فقد كشف نظام الولي الفقيه عن نواياه وأطمأعه في المنطقة والتي كانت أبعد بكثير من أطماع سابقه . بعد الثورة الإيرانية بسنة ونصف تقريبا اندلعت الحرب الإيرانية لأن كما قلنا التطرف يقود إلى التهور وتطرف النظام الإيراني بإعلانه تصدير الثورة دفع المقبور الطاغية صدام لشن حرب على إيران تطبيقا للمثل القائل(يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به) ولكن كانت الحسابات خاطئة وتعرضت المنطقة لحرب دامت 8 سنوات أحرقت الأخضر واليابس واستهدفت ثروات المنطقة بسبب كما قلنا مبدأ تصدير الثورة . لايخفى على أحد أن من قام بتأسيس حزب الله في لبنان هي إيران سنة 1982 وكان لهذا الحزب ولايزال دور خطير في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ابتداء من تحوله إلى دولة داخل الدولة في لبنان وتوريطها بحروب مع إسرائيل وطبعا انتهاء بدوره المكشوف في دعمه لنظام الجزار بشار في سوريا مرورا بتهديده لأمن دول الخليج بتشكيل أحزاب وخلايا وشبكات لنشر الدمار والخراب. النظام الإيراني بالتأكيد كان إسقاط نظام طالبان في أفغانستان وأيضا إسقاط نظام الطاغية المقبور صدام في العراق أكبر هدية قدمتها له الولايات المتحدة الأمريكية حيث تخلص من ألد أعدائه بأقل التكاليف وبعدها بدأ يحرك الحرس الثوري الإيراني والتنظيمات الإرهابية التابعة له بحرية في العراق وسوريا واليمن وبدأ يشكل تهديدا خطيرا لدول الخليج. إن النظام الإيراني استفاد كثيرا من الإدارة الأمريكية السابقة التي كان يرأسها أوباما حيث إنه قام بتوقيع الاتفاق النووي الذي أنقذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار حيث أفرج عن أموال مجمدة تصل إلى 150 مليار دولار وهو ماصرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مما ساهم كثيرا في دعم إيران بقوة لنظام الجزار بشار في سوريا وأيضا الحوثيين في اليمن والسيطرة على مقاليد الأمور في العراق . السياسة العدائية للنظام الإيراني بتهديد الملاحة في الخليج والبحر الأحمر من خلال التعرض لفرقاطة سعودية واستشهاد اثنين من أفرادها وكذلك القيام بتجربة إطلاق صاروخ باليستي أثارت حفيظة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب ودفعت اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وهما السيناتور تيد كروز والسيناتور جيمس ايندهوف للتقدم بقانون يجبر وزارة الخارجية الأمريكية لإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية ومسأءلة المرشد خامنئي . الرئيس الإيراني هدد الإدارة الأمريكية إذا هي اتخذت إجراء معادي لإيران بتقديم شكوى لمحكمة العدل الدولية وقال إنها سوف تندم لأن الشعب الإيراني سوف يرد بقوة علي أي استفزازات أمريكية. اليوم وبعد مرور 38 سنة على قيام الثورة الإيرانية لاتزال المنطقة فوق صفيح ساخن وفي نفق مظلم لا أحد يعلم إلا الله متى ستخرج منه دول المنطقة وبمناسبة ذكرى اندلاع الثورة الإيرانية التي استبشرنا بها خيرا لأنها تتستر برداء الإسلام ولكن اتضح أنها وبال على المنطقة بأسرها نأمل أن تثوب القيادة الإيرانية إلى رشدها وتنصت جيدا إلى صوت الحكمة وتغلب العقل والمنطق وتطبق الآية الكريمة (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وتتعاون مع دول مجلس التعاون التي ترسل المبادرة تلو الأخرى للنظام الإيراني وآخرها الزيارة التي قام بها النائب الأول لسمو رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد. إن الشعب الإيراني الذي تعب من الحروب العبثية هو أولى بالأموال التي تبعثرها إيران علي التنظيمات الإرهابية وعلى أنظمة فقدت شرعيتها مثل النظام السوري فهو يعيش أكثر من نصفه تحت مستوى الفقر وبحاجة إلى تحسين مستوى معيشته فهل يصحو النظام الإيراني من الحروب العبثية والفتن الطائفية التي يثيرها ويرحم شعبه والدول الخليجية والعربية من نواياه وأطمأعه التوسعية حتى تنعم المنطقة بسلام والبديل هو الفوضى الشاملة وأول من يدفع الثمن هو النظام الإيراني لأنه كما يقول المثل (النار ما تحرق إلا رجل واطيها) . أحمد بودستور

مشاركة :