قراءة متأنية في أسباب أحداث عدن الأخيرة

  • 2/4/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عدن خط أحمر كان ذلك التحذير الذي أطلقته المملكة العربية السعودية لمليشيات الحوثي وعصابات صالححينها قام التحالف العربي في الساعة الثانية صباحا من ليل 26 مارس 2015 بشن هجوم جوي قوي نتج عنه تحييد الدفاع الجوي الذي سيطر عليه عملاء إيران وتدميره تماماثم قام التحالف بتحرير عدن والتي كانت طوفانا يبتلع مسلحي الحوثي وعفاش فكان ذلك الإنزال البحري والجوي لدعم المقاومة النشطة والفاعلة والقوية الأمر الذي شكل نقطة تحول سريعة بل ومذهلة الأمر الذي ساهم بتحرير عدن كاملة بشكل سريع ومن ثم تحرير قاعدة العند والانطلاق لتحرير الشريط الساحلي وكثير من المحافظات اليمنيةوشهادة للتاريخ لم تكن تلك الإنتصارات لتتم لولا توفيق الله ثم دعم التحالف ثم المقاومة الجنوبيةغير أن عملاء إيران وتنظيم الإخوان أبى إلا أن يقف بكل قوة في وجه هذا التقدم السريع للقضاء على عصابات الحوثي مستفيدا من تجار الحروب ومليشيات القاعدة وداعش وعصابات عفاش المتغلغلة في كل مكانوللأسف الشديد فإن الحكومة الشرعية لم تقدم للمناطق المحررة ولو الحد الأدنى من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن البسيط بل ساهمت في تدني الخدمات المقدمة لدرجة كبيرة ولم تكتف بذلك بل استفزت مشاعر الجنوبيين بعزل رموزهم وتجاهل قضيتهم وعدم الإهتمام بالجوانب الأساسية للحياة كالكهرباء والماء والصحة وتوفير فرص عملناهيك عن تصريحات أشبه ما تكون بحرب إعلامية تتجاهل كل ما قدمه أهل الجنوب العربي وتصب الزيت على النارلم تغير تلك المناشدات السلمية من موقف حكومة بن دغر شيئاولم تجد تلك المحاولات لإعادة الأمر إلى نصابه الصحيحبل وتغلغل تنظيم الإخوان في عدن وقام بتنفيذ اغتيالات لرموز المقاومة ومفكريها ورجال الدين والضباط وأفراد الأمنوللأمانة كنت أحذر مما جرى قبل سنة من الآنإن الضغط الشعبي الكبير على رموز المقاومة الجنوبية كان عارما وقويا وأدى أن يتخذ هؤلاء الرموز قرارا بحماية الشعب  وللمرة الألف لم تنجح الحكومة في التعامل مع الأحداثومع كل ذلك فإن رموز المقاومة يقرون بشرعية الرئيس هادي ويرون فيه مع كل آلامهم المخرج الوحيد لليمن من هذه الصراعات الداميةإن تدخل التحالف العربي في عدن حقن دماء المسلمين وقضى على فتنة كانت من الممكن أن تأكل الأخضر واليابس ( إن بقي في عدن شيء أخضر غير أحلام الشباب )بقي أن نقول إن هذه الحرب تحتاج إلى تكاتف وعمل جماعي يتناسى فيه الجميع المناطقية والصراعات التاريخية حتى يتحقق النصر ومن ثم فإن الخيارات السياسية تطرح لاحقاإن تحرير الحديدة وصعدة الآن بشكل سريع سيسقط صنعاء بشرط أن نقضي على تجار الحروب وعملاء قطر والتنظيم الإخواني .

مشاركة :