بقلم - د. أسامة صالحة: في المقال السابق استعرضنا أسباب تأخر الحمل أو صعوبته، وفي هذا المقال نستعرض بعض الوسائل التي تعتبر أحد أبرز الطرق الناجحة للحمل بعد استنفاد طرق استخدام العقاقير والأدوية ومنها الحقن المجهري. تعتمد طريقة الحقن المجهري على حقن الحيوان المنوي مباشرة داخل البويضة تحت المجهر وحالياً معظم وحدات طفل الأنبوب تستخدم تقنية الحقن المجهري بدلاً من طفل الأنبوب، حيث إن نتائج الحقن المجهري أفضل بكثير من نتائج طفل الأنبوب. ويتم سحب البويضات تحت تخدير عام، حيث يتم شفط الحويصلات من المبيض باستخدام إبرة صغيرة، لذلك لابد أن تكون السيدة صائمة لمدة 8 ساعات قبل العملية وتستغرق عملية سحب البويضات من 30 إلى 45 دقيقة ويتم خلالها سحب 5 إلى 20 بويضة تقريباً. في بعض الأحيان تسبب عملية سحب البويضات نزول قليل من الدم وغالباً ما يكون هذا الدم ضئيلاً ويتوقف بعد يوم أو يومين وبعد العودة إلى المنزل سوف تبدأ السيدة بأخذ حبوب وتحاميل مهبلية لتهيئة الرحم لإرجاع الأجنة، كما يتم الحصول على السائل المنوي عن طريق الاستمناء يوم سحب البويضات وينصح بالامتناع عن الجماع لمدة يومين إلى أربعة أيام قبل ذلك. أما عن كيفية تلقيح البويضات، فبعد الانتهاء من سحب البويضات يقوم خبير الأجنة بإزالة الخلايا اللاصقة بجدار البويضة وفحصها تحت المجهر قبل حقنها ويتم حقن حيوان منوي واحد في كل بويضة ثم توضع البويضات في الحاضنة. وعادة يتم إرجاع الأجنة في اليوم الثالث أو اليوم الخامس بعد سحب البويضات، وبالنسبة لعملية استرجاع الأجنة إلى الرحم فهي عملية بسيطة تستغرق بضع دقائق ولا تحتاج للتخدير وتوضع الأجنة في الرحم بواسطة أنبوب بلاستيكي رفيع ويتم تحديد المكان في الرحم عن طريق السونار، لذا يجب أن تكون المثانة مليئة لتسهل عملية إرجاع الأجنة وبعد إرجاع الأجنة تبقى السيدة لفترة وجيزة قبل مغادرة الوحدة. وبالنسبة لعدد الأجنة التي يمكن نقلها، فهذا قرار صعب ويعتمد على ظروف عدة وعادة ننصح بإرجاع جنينين إن كان عمر الزوجة أقل من خمس وثلاثين عاماً وثلاثة أجنة إن كان العمر يتجاوز الخمسة والثلاثين عامًا مع العلم أن زراعة ثلاثة قد يؤدي إلى الحمل بتوأمين أو ثلاثة توائم وفي حالات نادرة قد يكون أكثر من هذا العدد وبعد نقل الأجنة بأسبوعين نجري تحليل الحمل، مع ضرورة الحرص على عدة خطوات يجب اتباعها وهي عدم استعمال الدش المهبلي وعدم الجلوس بوضع التربع والامتناع عن الجماع لمدة أسبوعين من تاريخ إرجاع الأجنة وعدم القيام بأي رياضة شاقة كالركض والمشي لمسافات طويلة وعدم حمل الأشياء الثقيلة وعدم تناول الأدوية عدا التي نصح بها الطبيب. إن كان تحليل الحمل إيجابيًا فهذا تأكيداً للحمل علماً بأن التحليل لا يعطي أي معلومات عن صحة الحمل أو عدد الأجنة وبعد أسبوعين يتم التأكد من طبيعة الحمل (عدد الأجنة) بالسونار وإن كان تحليل الحمل سلبيًا فيجب التوقف عن تناول العلاج. استشاري أمراض النساء والولادة والعقم وجراحة المناظير
مشاركة :