في حين انهمكت موسكو بمحاولة ضبط إيقاع معركة مدينة الباب، في الشمال السوري، في أعقاب اشتباك قوات المعارضة والجيش السوري الحر، المدعومة من أنقرة، مع قوات النظام وحلفائه، مساء الخميس، واصلت القوات المعارضة المشاركة في عملية «درع الفرات» تقدمها باتجاه المدينة الواقعة في ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي، مع سيطرتها على مشفى الحكمة. وفي حين يقول مقاتلون معارضون إنهم باتوا داخل الباب، ويخوضون «حرب شوارع» فيها، ينفى رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذه المعلومات، قائلاً إن القوات المعارضة المدعومة من تركيا وصلت إلى المدخل الجنوبي الغربي للمدينة، لكنها لم تصبح فعليًا داخلها. وأبلغ مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لـ«لواء المعتصم»، وهو جزء من غرفة عمليات «درع الفرات»، «الشرق الأوسط» أن قوات المعارضة «موجودة داخل المدينة منذ يومين، وذلك بعد سيطرتها على جبل الشيخ عقيل، والمشفى الوطني، والدوار الغربي، والسكن الشبابي، فضلاً عن السيطرة قبل ساعات على مشفى الحكمة، وعدة أحياء في قلب الباب». وأشار سيجري إلى أن قواتهم تخوض حاليًا «حرب شوارع للسيطرة على كامل الباب»، لافتًا إلى أن «قوات النظام وحلفاءه حاولوا، الخميس، عرقلة تقدمهم، من خلال التوجه إلى قرية أبو الزندين، في الجهة الغربية للمدينة، إلا أننا تصدينا لهم، وتم قتل عدد من عناصرهم واغتنام دبابة»، وأضاف: «الآن، هدأت الأوضاع، ولا اشتباكات بين الطرفين». من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تواصل اشتباكات في المحاور الغربية والجنوبية الغربية والشمالية من مدينة الباب، بريف حلب الشمالي الشرقي، بين عناصر «داعش» من جهة، وفصائل المعارضة المقاتلة ضمن «درع الفرات» والقوات التركية الداعمة لها بدباباتها وطائراتها من جهة ثانية، لافتًا إلى نجاح الطرف الثاني في تحقيق تقدم جديد، والسيطرة على مشفى الحكمة وصالة أفراح في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الباب. ونقلت وكالة «آرا نيوز»، عن صالح الزين، أحد القادة الميدانيين في صفوف المعارضة بريف الباب الشمالي، أن مقاتلي فصائل درع الفرات «واصلوا تقدمهم على حساب تنظيم داعش بالجهة الغربية من مدينة الباب، حيث تمكنوا من السيطرة على حي زمزم ومشفى الحكمة، وأكملوا بذلك سيطرتهم على معظم الأحياء الغربية من المدينة، باستثناء بعض المباني الحكومية والمراكز الأمنية التي لا يزال تنظيم داعش يتحصن بها». وأشار الزين إلى أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الجانبين، وذلك عقب محاولة التنظيم التقدم نحو منطقة المشفى الوطني وأطراف جبل عقيل، قبل أن يستهدفوا من جانب فصائل (درع الفرات) بالرشاشات الثقيلة وراجمات الصواريخ، مما أوقع خسائر في صفوف عناصر التنظيم، فيما تتواصل الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين في محيط بلدة بزاعة، في ظل استمرار محاولات الفصائل لاقتحام البلدة، التي تمكنت خلالها الفصائل من تدمير عدد من التحصينات والدفاعات التابعة لتنظيم داعش في محيط البلدة».
مشاركة :