الشيخ سلمان الحمود الصباح، عمل في السلك العسكري فترة من الزمن، وكانت الرماية هواية له، ولكنه دخل معركة غير متكافئة القوى، معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، خصومه كانوا أقرب إليه من حلفاء لا يختلفون عن الخصوم في الأخطاء والتجاوزات، بل إن الكثيرين منهم كانوا في معسكرهم، نقلوا البندقية من كتف إلى آخر بعد تغيير المواقف وارتفاع العطايا. معركة شغلت بو صباح عن وزارة الإعلام، فعُدنا لبرامج الأبيض والأسود والأفلام الهندية والكاوبوي، وبدلاً من نقل البطولات الرياضية العالمية، أصبحنا نتابع الدورات الرمضانية، وأصبحت البرامج الرياضية جدالاً عقيماً، من كان أولاً البيضة أم الدجاجة؟! أما في الدراما التلفزيونية، فقد غاب النجوم، وسطع الكومبارس والبدلاء، واختفى الإبداع وساد الإسفاف، وتحكم المنتج المنفذ الغريب بأذواقنا وأولوياتنا وصرنا نسمع أخبارنا المحلية بالقنوات الفضائية الخارجية. نعم! أخطأ الحمود وتجاوز، كأي وزير يعمل في الحكومة الكويتية ولكنه حُمّل خطايا و«بلاوي» غيره فقط لمسؤوليته السياسية، فخسر الكثير من الأصدقاء وكسب العديد من الخصوم والأعداء. ومع ذلك كله نتساءل: هل حقق الاستجواب هدفه؟ فكما نعلم أن الوزير لم يُعط الفرصة لأي إنجاز، فقدم استقالته مُكرهاً، واللجنة الرياضية المشكلة للإصلاح من المجلس انقسمت لفريقين توزعا على طرفي الاستجواب، فتبادلا الاتهامات والمعارك الكلامية، وخسرا المعركة وخرجا من الساحة السياسية والرياضية وابتعدا عن السلطة والنفوذ. ونتمنى على الوزير القادم اإن أراد الإصلاح والإنجاز أن يكون أولاً محايداً ويبتعد ويُبعد كل مَنْ شارك في هذه «المعمعة» الرياضية - التي أوصلتنا إلى هذه الحالة من التيه - من الوظائف القيادية في وزارة الشباب والهيئة العامة للرياضة، ويأتي بأصحاب الخبرة والكفاءة والوطنية، ويبعد أصحاب المصالح والولاءات الشخصية لهذا الطرف أو ذاك، ويسعى لمد جسور التصالح مع المنظمات الدولية لرفع الإيقاف عنّا من دون عناد أو مكابرة. إضاءة «ولد بطني يعرف رطني».
مشاركة :