أوزوالد: الناتج الوطني الإجمالي ليس مقياساً لسعادة الشعوب

  • 2/12/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أستاذ علم الاقتصاد في جامعة واريك بالمملكة المتحدة البروفيسور أندرو أوزوالد، على أهمية اعتماد مقاربة جديدة لا تعتمد على المفهوم الاقتصادي للناتج الوطني الإجمالي كمؤشر لقياس السعادة والرفاهية. وأوضح في جلسة بعنوان: «هل السعادة هي المقياس الجديد لازدهار الدول؟»، ضمن الحوار العالمي للسعادة، أنه لا يمكن قياس مشاعر البشر لأنها تخضع لعاملين: عامل الشعور بها وعامل التعبير عنها، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحديد مدى مساهمة النمو الاقتصادي في رفع مستويات السعادة، لكن أبحاثاً عديدة أثبتت أن المجتمعات الثرية ليست سعيدة بالضرورة. وأكد أن الوقت حان للتفكير في الاقتصاد وإعادة تعريفه ليكون داعماً حقيقياً للنمو، مشيراً إلى أن المهمة الأساسية للنشاط الاقتصادي هي توزيع الموارد بشكل عادل بما يؤدي الى تعزيز السعادة في المجتمعات. وتساءل أوزوالد حول ما إذا كان التسارع الذي يهيمن على حياتنا هو المستقبل المنطقي للبشرية، مشيراً إلى السرعة التي يتحرك فيها الناس منذ استيقاظهم صباحاً وحتى خلودهم الى النوم وهم يعملون بجهد لتوفير احتياجاتهم وتحقيق أحلامهم. وكشف أن الاستبيانات الرسمية التي يتم تنفيذها بالمملكة المتحدة لرصد مدى سعادة الشعب ورضاه، تكشف الكثير من الجوانب التي يجب النظر إليها لتغيير نظرتنا الى السعادة كنتيجة للنمو الاقتصادي للأفراد والمجتمعات. وختم بالقول: «عام 1934 قال سايمون كوزنيتس وهو من ابتكر مفهوم الناتج الإجمالي الوطني، إنه لا يمكن قياس سعادة البشر بالناتج الإجمالي الوطني، علينا أن نفكر ملياً في ما قاله وأن نسعى جميعاً إلى إعادة تحديد وظيفة الاقتصاد». ويعد أوزوالد الأب المؤسس لعلم اقتصادات السعادة، وأسهم بحثه، الذي بدأه منذ 25 عاماً، في وضع الأسس الأولى للتخصص المعروف حالياً بعلم اقتصاد السعادة، وهو يعمل أيضاً في هيئة التحرير في مجلة «ساينس»، كما أنّه باحث متميز في معهد علوم المعلومات. وشارك أوزوالد مع مجموعة من الباحثين في تحليل بيانات عن مستويات الاكتئاب والتوتر والصحة العقلية لنحو مليوني شخص في 80 دولة، وخلصوا إلى أنه بالنسبة للنساء والرجال فإن احتمالات الاكتئاب تتزايد بالتدريج، ثم تبلغ ذروتها عندما يبلغون الأربعينات من عمرهم، وهو نمط رصد في 72 دولة من ألبانيا الى زيمبابوي. وكتب أوزوالد الذي شارك في الإشراف على الدراسة وزملاؤه في الولايات المتحدة أن نحو ثماني دول أغلبها من الدول النامية لم تتبع هذا النمط لمستويات السعادة. وأضاف أن ذلك يحدث للرجال والنساء، للعزاب والمتزوجين، للأغنياء والفقراء، للذين أنجبوا والذين لم ينجبوا. وخلصت الدراسة إلى احتمالات مفادها أن الناس يدركون عند منتصف العمر أنهم لن يحققوا العديد من طموحاتهم، وقد يكون من أسباب ذلك أيضاً أن البدء في رؤية أقرانهم يموتون يجعلهم يشعرون بقيمة السنوات المتبقية من حياتهم، فيقبلون على الحياة مرة أخرى، وإذا عاش الإنسان إلى عمر سبعين عاماً وظل بصحة جيدة فإنه يشعر بمستوى السعادة الذي يشعر به من هو في سن العشرين.

مشاركة :