ارتبط عمل «الأغوات» في طيبة بخدمة الحرم النبوي الشريف حيث يتم إحضارهم من الحبشة وتعيينهم عن طريق العاملين في الحرمين الشريفين الذين يقومون بإخبار شيخ (الأغوات) عنه وبدوره يقوم بالرفع عنه للمقام السامي ويكتب لوزير الحج بأنه يوجد شخص أو أشخاص تنطبق عليهم شروط «الأغا» ولا مانع من تعيينهم وإعطائهم الجنسية السعودية. وللأغوات زى مميز خاص بهم عندما أوقف صلاح الدين (الأغوات) على خدمة الحرم النبوي الشريف وكساهم ملابس بيضاء وعلق عليها الشارات الخاصة بهم ووصف ابن جبير أغوات الحرم المدني بأنهم «ظراف الهيئات نظاف الملابس والشارات». ويتكون زى الأغوات من عباءة لطيفة وثوب حرير مطرز تطريزًا كثيفًا ومفصلاً حسب طريقة العاصمة اسطنبول وله خنجر مرصع بالجواهر مربوط على وسطه حزام وطاقية عالية على رأسه لكن الموجودين اليوم من الأغوات تساهلوا في تطبيق النظام الذي كان يسير عليه أسلافهم. أما لبس الأغا فيتكون من الدقلة وهي ذات أنواع متعددة وهناك العمامة والحزام ويتكون من شال من الصوف. أما السلم الهرمي لمسميات وظائفهم فالمرتبة الأولى شيخ الأغوات والمرتبة الثانية نقيب الأغوات والذي يليه أمين الأغوات ثم مشدي الأغوات، خبزي، نصف خبزي، شيخ بطال، ولد عمل. ويصبح الأقدم هو شيخ الأغوات وهو الناظر أيضًا على أوقافهم والمسؤول عن سير عملهم في الحرم وإذا مات شيخ الأغوات يصبح النقيب شيخًا والأمين نقيبًا وهكذا بالتسلسل وينوب النقيب عن الشيخ في حالة غيابه ويأمر كما يأمر الشيخ، أما الوكيل الشرعي فهو لا ينوب عنه وإنما يساعد الشيخ والناظر ويبلغه بما يحدث بينهم من خلافات. عقاب الأغا وهناك طريقة لعقاب الآغا المخطئ إذا رفض إطاعة أوامر رؤسائه حيث يعاقبه شيخ الآغوات بالجلد سواء أخطأ في الحرم اوعلى أي شخص في الشارع أو السوق أو أي مكان واشتكاه أي الشخص المعتدى عليه للشيخ وإذا رفض الأغا المخطئ العقاب يكتب الشيخ للجهات المختصة بأن فلانًا عصا أوامره وإذا أمر الشيخ بفصله يفصل. ولزواج الآغوات طريقة في الماضي كان الآغوات يشترون الجواري ويملكون عليهم وبعد إلغاء الإماء بدأوا يتزوجون على سنة الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ليس لأجل العلاقات المعروفة أو المتعة الزوجية بها وإنما كان من أجل إذا مرض ترعى شؤونه حيث إنها أصبحت زوجته شرعًا بعد نكاح شرعي ويقول لها عند عقد النكاح أملكت عليك مكحلة بدون مرود. وكانت لهم ميزة خاصة بهم داخل الروضة الشريفة وهي دكة الأغوات خصصت لهم وكانت تقع شمال الحجرة النبوية للمسجد النبوي الشريف بالقرب من باب الجنائز كما للأغوات أوقاف خاصة بهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وهناك حارة في المدينة المنورة سمت باسم حارة الأغوات وهي من أشهر حواري المدينة وتقع شرق المسجد النبوي الشريف وأوضح مؤسس لجنة المتقاعدين بالمدينة المنورة والمحامي بالوكالة / محمد الطيب الشريف أن كلمة الأغوات موجودة بما يقارب مائة عام وأنه أدرك الأغوات عندما كان صبيًا وكان أهم عمل يقوم به الأغوات في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي نظافة الحجرة الشريفة ثم يقومون بحراسة ما حول الحجرة والروضة الشريفة وكانوا ينتشرون في المناطق التي بها نساء. ويفصل الأغوات بين الرجال والنساء وكان الأغوات يختلطون بالنساء لتنظيمهم لزيارات الروضة الشريفة وموطنهم الأصلي الحبشة وهم معرفون لدى الجميع أن الأغوات لا ينجبون ولا يتزوجون النساء لأنهم مخصيون ولا يوجد لديهم أي رغبة للجماع أو حب للنساء ومن هنا أصبحوا هم الذين يخدمون داخل المسجد النبوي الشريف ويختلطون بالنساء ولذاك ليس لديهم نسل وبدأوا ينقرضون شيئًا فشيئًا ولا يبقى منهم حاليًا سوى عدد بسيط ومنهم واحد قد تجاوز عمرة مائة وعشرون عامًا ومازال على قيد الحياة. المزيد من الصور :
مشاركة :