«مدام فردوس» تخرج من مخبئها لتعرض للمرة الأولى في دبي

  • 2/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا شيء يعادل الترقب والفرحة التي تصاحب الكشف عن عمل فني غاب طويلا عن أنظار الجمهور أو في حالتنا هنا لم يعرض على الإطلاق. لحظة الاكتشاف هي مثيرة وحماسية للخبراء الفنيين، أما لعامة الجمهور فالكشف يفتح نافذة على أعمال الفنان والعصر الذي عاش فيه ويمكن اعتباره كهدية مفاجئة وجميلة. وهذا ما حدث تحديدا في دار سوذبي للمزادات حيث ستقدم لوحة «مدام فردوس» للفنان السكندري محمود سعيد في المعرض الذي يقام بمناسبة افتتاح مكتب وصالة عرض خاصة بسوذبي في دبي، كما تتوج اللوحة مزاد فن القرن العشرين الذي يقام هناك في شهر أبريل (نيسان). الحديث مع مي الديب، الخبيرة الفنية ومستشارة سوذبي في القاهرة، يعكس الحماسة التي ستنتقل للجمهور فور عرض تلك اللوحة. أسألها «ما هي حكاية مدام فردوس؟»، ترد قائلة: «عنوان اللوحة (مدام بهجت بتانوني)، وهي لوحة جميلة جدا وتختلف عن لوحات محمود سعيد الأخرى التي صور فيها نساء من طبقات شعبية. مدام فردوس هي ابنة خليل باشا حمادة وزينب هانم مظلوم. هذه السيدة الساحرة كانت من أقارب الفنان ومن أقارب الملكة فريدة أيضا وعملت وصيفة لها، وهي أيضا من أوائل السيدات المصريات اللواتي عملن في الهلال الأحمر واشتهرت بالأعمال الخيرية». تجلس «مدام فردوس» بأناقة وهيبة خاصة على كرسي خشبي، ترتدي فستانا أنيقا يحمل الألوان الملكية، الأزرق والذهبي، وتجمل أصبعها بخاتم ذهبي بحجر أزرق، بينما تسترخي في يدها مروحة من الريش ذهبية اللون أيضا. الألوان تتناغم وتتكرر في اللوحة بنعومة وتآلف، ففردوس هانم ببشرتها تعكس لون التربة ومياه النيل، عيونها المكتحلة بالأسود مصرية خالصة تعكس عيون الملكات المصريات على جدران المعابد الفرعونية. تختلط كل تلك العناصر في تلك المرأة الجميلة، وتنعكس أيضا في الخلفية التي تبدو كأنها لوحة منفصلة. وهو ما تشير له الديب بقولها: «بالنسبة لي هي لوحتان في لوحة. الخلفية والتي تصور مشهدا عاما لنهر النيل بالأشجار التي تحف ضفتيه والفلوكة الخشبية التي تتهادى على سطح مياهه الرائقة، هذه لوحة مكتملة، وعلى الجانب الآخر لدينا مدام فردوس التي تشكل لوحة مستقلة». اللوحة أيضا تعكس اللمحات الفنية التي سادت في فترة العشرينات، وخاصة حركة «الآرت ديكو»، تضيف الديب: «نرى عناصر الأرت ديكو في الفستان بنقوشاته وألوانه ونراها أيضا في الحلق والخاتم، حتى الطريقة التي تجلس بها مدام فردوس تعكس روح العشرينات». يدور بيننا الحديث حول اللوحة والمرأة الجالسة بجلال وأناقة على كرسي خشبي بسيط التصميم، يسترعينا الكرسي، فالمزج بين العناصر المصرية الأصيلة في خلفية اللوحة والملامح المصرية الأصيلة لمدام فردوس يربط بينها أيضا ذلك الكرسي الذي يشبه كراسي مقهى الفيشاوي في القاهرة القديمة. اللوحة التي رسمها سعيد لقريبته مدام فردوس، والتي ظلت مع عائلتها حتى خرجت للنور أخيرا، بالتأكيد تثير صورا لمصر القديمة، لمصر في بداية القرن العشرين، كما رأيناها في الأفلام القديمة. تشير الديب إلى أن الحنين لذلك العصر لمصر هو ما سيجذب المتفرجين والمزايدين لها.

مشاركة :