اسطنبول – حدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد سقفا زمنيا لسحب قوات بلاده من سوريا، مشيرا إلى أن الهدف النهائي من العملية العسكرية التركية الجارية والتي انطلقت في اغسطس/اب 2016، ليس تحرير مدينة الباب فقط بل أيضا تحرير الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي السورية وطرد مقاتلي التنظيم من المناطق الحدودية مع تركيا. ويشن معارضون سوريون مدعومون من تركيا هجوما كبيرا على مدينة الباب التي تبعد 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية. والتقدم على هذه الجبهة قد يضعهم في مواجهة مباشرة مع قوات الحكومة السورية التي تقترب من المدينة من جهة الجنوب. وقال إردوغان في مؤتمر صحفي قبل مغادرته في زيارة رسمية تشمل البحرين والسعودية وقطر "الهدف النهائي هو تطهير منطقة تبلغ مساحتها خمسة آلاف كيلومتر مربع." وقال إن القوات التركية لا تنوي البقاء في سوريا فور تطهير المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا قوات معادية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب في سوريا ومقره بريطانيا، إن المعارضين المدعومين بضربات جوية تركية مكثفة قاتلوا التنظيم المتشدد شمالي وجنوب غربي الباب الأحد. وأضاف أن القوات التركية تقدمت صوب المدينة من جهة الغرب في الأيام القليلة الماضية وتسيطر الآن على عشرة بالمئة من مساحتها وكل ضواحيها الغربية. وتابع أن قوات الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها حققت مكاسب كذلك جنوبي الباب قرب بلدة تادف منذ يوم الجمعة ووصلت إلى منطقة تبعد كيلومتر ونصف من المدينة. وتعتقد تركيا أن هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية على أراضيها ومنها هجوم ليلة رأس السنة في ملهى ليلي في اسطنبول قتل فيه 39 شخصا قد دبرت في الباب والرقة لذلك تعتبر تطهير البلدتين بمثابة أولوية للأمن القومي. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم إردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا قدمت خطة مفصلة لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة وأن مشاورات إستراتيجية تجري الآن مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقالت تركيا مررا إنها ترغب في أن تكون جزء من عملية تقودها الولايات المتحدة لاستعادة الرقة من التنظيم المتشدد، لكنها لا تريد مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها واشنطن. وتعد هذه الجبهة من أعقد جبهات القتال حيث تتداخل فيها قوات مناهضة لبعضها البعض، فالولايات المتحدة تدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري وهي من منظور أنقرة التي تدعم بدورها فصائل سورية معارضة، امتداد لحزب العمال الكردستاني المصنف من قبل تركيا ودول غربية، منظمة إرهابية. كما تتقدم قوات النظام السوري من جهة الجنوب باتجاه مدينة الباب، ما يعني اقترابها أيضا من خط تماس مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا، ما قد يفجر اشتباكات بين الطرفين.
مشاركة :