أكد الكاتب عبدالعزيز السريع أن الثنائيات الفنية هي التي تصنع الأعمال المسرحية الناجحة وتغرس الثقة في نفوس المواهب الغضة. وعبر السريع خلال لقاء مفتوح جمعه مساء أول من أمس مع طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية وأداره فيصل القحطاني، عن فخره وامتنانه لاختياره «شخصية العام» في النسخة السابعة من مهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي، مثمناً هذا التكريم لمسيرته الفنية والذي يعد عربوناً للمحبة وتقديراً لجهوده في رفعة الفن الكويتي على مدى أعوام خلت. وكشف السريع عن أهم الأعمال التي قدمها في مشواره، لا سيما تلك التي جمعته مع صقر الرشود، بينها «شياطين ليلة الجمعة»، والتي حملت نقداً لاذعاً لأعضاء مجلس الأمة وأهل الصحافة، لكنها «قمعت من الطرفين» كونها تتحدث عن جوانب في الرأي والصحافة، مشيراً إلى أن مسرحيته «على جناح التبريزي» كانت من أفضل الأعمال التي قُدمت بشهادات عربية، تبعتها مسرحية «حفلة على الخازوق» لمحفوظ عبدالرحمن وحققت نجاحاً كبيراً، إضافة إلى سلسلة من الأعمال المسرحية الأخرى. وأضاء السريع في حواره المفتوح على أهم الزوايا التي من شأنها أن تنير الطريق للمواهب الحقيقية، لافتاً إلى أهمية تكوين الثنائيات والثلاثيات الفنية لصناعة فريق عمل ناجح، داعياً المواهب الشبابية لتقديم التنازلات لكي يستقيم الفريق الفني ويتعايش ويحظى بالنجاح، ضارباً أمثلة كثيرة على أهم الثنائيات التي لاقت نجاحاً كبيراً في السابق، منها الثنائي الذي جمع عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج من جهة، وناصر القصبي وعبدالله السدحان من جهة أخرى. ولم يُخفِ السريع فرحته بإطلاق مهرجان أكاديمي مسرحي يعمل على إبراز وطاقات المواهب الشبابية، لافتاً إلى وفرة الوجوه النسائية الحالية بعد ندرتها في السابق والتي لم تكن تتجاوز أصابع اليد الواحدة، مشيداً بالمواهب الواعدة التي لاح نجمها في السنوات الأخيرة منهم فيصل العميري، عبدالعزيز صفر، وعبدالله العابر، إلى جانب ممثلين متميزين آخرين وغيرهم الكثير من الطاقات الشبابية الكامنة. وتطرق السريع في سياق حديثه إلى بداية تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية، مبيناً أنه بعد تعيين الراحل حمد الرجيب سفيراً للبلاد في القاهرة العام 1966، رفعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل يدها عن المسارح، وباتت ميزانية المسارح 16 ألف دينار فقط وحتى الآن، ثم تحولت المسارح لوزارة الإعلام بعد انتقالها من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. واستعرض السريع مرحلة صدور المرسوم بإنشاء المعهدين العالي للفنون المسرحية والموسيقية، وكانت مخرجاتهما مبهرة ورائعة، وفقاً لكلامه. وشهد اللقاء مداخلات عديدة من الفنانين والإعلاميين الحاضرين، من بينهم جابر قسيس، علي العليان، وفاء الحكيم، محمد الحاج، أبوالحسن سلام، عبدالله العتيبي ومبارك المزعل، فيما شدد مدير المهرجان العميد المساعد للشؤون الطلابية في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور راجح المطيري على ضرورة الحرص على توثيق هذا اللقاء الفكري لشخصية المهرجان الكاتب القدير عبدالعزيز السريع.