قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرى في صعود دونالد ترمب للرئاسية فرصة لإعادة ضبط العلاقات التركية الأميركية التي وصلت تقريباً لحافة الانهيار في السنوات الأخيرة من حكم أوباما. ونقلت الصحيفة عن إلنور سيفيك أحد كبار مستشاري الرئيس التركي قوله: إن الآمال كلها تصب نحو بداية جديدة بين أنقرة وواشنطن، وإن «ثمة فرصة للنجاح مع الإدارة الجديدة». ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات الأميركية التركية قد تضررت بشدة بسبب اختلاف وجهات نظر الحليفين حول سبل معالجة القضية السورية، واعتقاد واسع النطاق لدى تركيا بأن الولايات المتحدة اضطلعت بدور في محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي. وفي الأشهر الأخيرة ازداد الغضب التركي تجاه أميركا بسبب رفض الولايات المتحدة ترحيل الداعية فتح الله كولن الذي تتهم الحكومة التركية بتنظيم محاولة الانقلاب في يوليو الماضي. وتابعت الصحيفة القول: إن قضية كولن زادت من تعقيد نزاع أنقرة مع واشنطن حول المخاوف بشأن الدعم الأميركي للميلشيات الكردية في شمال سوريا التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية. ومع دخول ترمب البيت الأبيض، تأمل أنقرة في حدوث تغيير في سياسة أميركا تجاه أكراد سوريا، ويسعى الرئيس أردوغان بشكل خاص إلى طرح أميركا خطتها التي صاغتها في عهد أوباما والمتعلقة بالعمل مع أكراد سوريا لاستعادة الرقة عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، وأن تسعى واشنطن بدلاً من ذلك إلى الاعتماد على الجيش التركي وميلشياته المتمثلة في الجيش السوري الحر ومجموعات عربية أخرى. وفي الوقت ذاته يعتقد المسؤولون الأتراك أن إدارة ترمب من المرجح أن تدعم تسليم كولن إلى الحكومة التركية وأن تضيق الخناق على أتباع رجل الدين التركي داخل الولايات المتحدة، حيث يديرون شبكة من المدارس. يرى أوزغور أونلوهيسارجيكلي مدير مكتب مؤسسة «صندوق مارشال الألماني» البحثية في أنقرة أن ثمة آمالاً مرتفعة في تركيا بأن العلاقات التركية الأميركية ستشهد تحسناً في عهد إدارة ترمب عن إدارة أوباما مقارنة بالإدارة السابقة، مضيفاً أن أردوغان لا يرغب بتعريض قضيتي سوريا وكولن للخطر إذا ما انتقد قرار ترمب بحظر دخول المسلمين. ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة مدير سي آي أيه مايك بومبيو إلى أنقرة ولقاءه أردوغان فُسِّرَا في تركيا باعتبارها إشارة جيدة، إلى جانب محادثة تليفونية بين رئيس الوزراء بن علي يلدريم ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس.;
مشاركة :