كيف يصنع التطرف: سؤال الأسباب الذي يتقصد سبل المواجهة

  • 2/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كيف يصنع التطرف: سؤال الأسباب الذي يتقصد سبل المواجهة كيف يصنع التطرف؟ سؤال حارق يطرح من قبل أكثر من جهة وفي أكثر من فضاء. سؤال تتقاطع فيه المقاصد الأمنية والسياسية والفكرية والمعرفية، إذ أن السؤال وإن يبدو معرفيا يتقصد البحث عن أسباب ظهور التطرف ودواعي ظهوره، إلا أنه يضمر أيضا سبل البحث عن طرق المواجهة. القمة العالمية للحكومات التي انطلقت الأحد في دبي، خصصت جلسة علمية لـصناعة السخط والتطرف لدراسة مصادر التطرف وأسسه، وأيضا الآليات التي يتوجب على الحكومات اتباعها لمكافحة هذا المرض وأعراضه الإرهابية. العرب [نُشرفي2017/02/13، العدد: 10542، ص(13)] التطرف ليس قدرا دبي- القمة العالمية للحكومات التي انطلقت، الأحد، في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ستشهد خلال مختلف فعالياتها حضور أكثر من 90 متحدثا وأكثر من 120 جلسة حوارية ونشاط، انتبهت إلى أهمية تخصيص نشاط فكري وعلمي لمسألة مراجعة الفكر المتطرف وأساليب معالجة مختلف جذور هذا الفكر بما في ذلك الجذور الاجتماعية. في هذا السياق، توصل الكاتب والمحلل السياسي السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي إلى أن التطرف أيديولوجيا فكرية تتم صناعتها، وليس ردة فعل على الأوضاع السياسية أو الاجتماعية التي يواجهها الأفراد. وتناول العتيبي في جلسة “صناعة السخط والتطرف” ضمن القمة العالمية للحكومات مصادر التطرف وأسسه، والآليات التي يجب على الحكومات اتباعها لمكافحة هذه الأيديولوجيا التي تؤدي إلى مختلف الأعمال الإرهابية. وأشار المتحدث السعودي خلال الجلسة إلى أن الأمة الإسلامية رغم أنها من توجه لها أصابع الاتهام في الوقت الحالي جراء تلك الجماعات، إلا أن الكثير من الديانات والحضارات والدول على مر التاريخ عانت من الفكر المتطرف وذلك نتيجة لتأويل واجتزاء النصوص الدينية من سياقها الطبيعي واستخدامها بما يخدم مصلحة هذه الجماعات. وقال إن التطرف عبارة عن صناعة تقوم على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة صناعة السخط عبر توليد أفكار الغضب الشديد تجاه الأوضاع. ثم مرحلة صناعة الإحباط وتعتمد على الهجوم على كل ما تقوم به الحكومات من مشاريع تنموية وإصلاحات، وذلك بهدف ضرب مشروعية الدولة. والمرحلة الثالثة هي مرحلة صناعة العنف التي تستند إلى القوة العسكرية، بحيث تبنى منظومات سرية قائمة على عمليات اغتيال وقتل القادة والسياسيين وأفظع أشكال القتل كما نشهده اليوم من خلال تنظيم داعش. وأضاف العتيبي أن هناك العديد من المفاهيم التي يتم البناء عليها لشحذ قابلية الفرد للعنف، وهي مفاهيم هدفها غسل الأدمغة، ومفاهيم فكرية مرتبطة بالتكفير واجتماعية كالعزلة الشعورية والخطاب المنافق، وأخرى قتالية كالإعداد للعمليات الانتحارية. وأشار إلى أن مفهوم هذه الجماعات اتخذ بعدا أوسع، وذلك من خلال استخدامها لجميع ما توفره التكنولوجيا لخدمة أعمالها وزيادة انتشارها وهذا من خلال مفهوم عولمة التطرف، إضافة إلى اعتمادها على جماعات تعمل فقط على تقديم تبريرات للمتطرفين وأعمالهم. وأضاف العتيبي أن تعويم الإرهاب هو تفسير وتبرير بعض الرموز الدينية لأعمال بعض الجماعات الإرهابية. ودعا العتيبي الحكومات إلى الاستمرار في مواجهة هذه المعضلة الكبرى، وذلك من خلال وضع استراتيجية شاملة لتطوير الخطاب الديني، وإرساء منظومة تشريعية تتصف بالقدرة على مواجهة مشاكل العصر، والسعي إلى قطع التمويل. وفي الجلسة الحوارية نفسها تحدث آيري كروغلانسكي، أستاذ جامعة ماريلاند في محاضرة بعنوان “رحلة في أعماق أخطر العقول” عن دوافع التحول نحو التطرف وكيف يمكن للشخص العادي التحول إلى متطرف وما الذي يمكن للحكومات القيام به للحد من هذا الخطر. وحاول كروغلانسكي الإجابة عن عدد من الأسئلة في محاولة لتقديم رؤية حول دور العوامل النفسية والعقلية في التحول نحو التطرف، وكيف يمكن تحديد الميول المتطرفة والتعامل معها. الباحث الأنثروبولوجي في المركز الفرنسي الوطني للأبحاث، سكوت أتران، تطرق إلى دور الحكومات في الحد من ظاهرة التطرف ومحاربتها، من دون أي تكلفة تذكر، وذلك يتحقق عبر تمكين المجتمع من تحقيق الازدهار، والمواطنين من تحقيق الطموحات. :: اقرأ أيضاً قضية الطلاق الشفهي.. هل تطيح بهيئة كبار علماء الأزهر

مشاركة :