"ألهاكم التكاثر" حكاية الإنسان من الولادة إلى العبودية بقلم: محمد ناصر المولهي

  • 2/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حكاية الإنسان ليست حكاية واحدة بل هي متشعبة ومتداخلة ومتضاربة أحيانا، وهذا ما وجدناه في العرض؛ التعانق والذوبان والحب، الخصام والسقوط والموت، الخوف أيضا، والانبعاث، المرأة التي تقحم رأسها في ظهر رجل، لا ندري إن كانت تتأمله من الخلف وتعلم أسراره أو أنها تكتشف ما بداخله أم أنه هو من يحجبها ويبقيها في ظهره، تأويلات كثيرة لمعانٍ كثيرة حاول العرض تقديمها بشكل أو بآخر. ربما كانت أكثر حركة تكررت في العرض هي أن يضع أحد الممثلين أذنه على بطن إحدى الممثلات، بعد لوحة سابقة تكون أشبه بالالتحام، لتليها حركة النبض التي تنطلق باليدين من البطن إلى أعلى، أعلى حيث لا يتوقف الراقصون عن النظر، أعلى حيث فكرة السماء والخلق. هو التكاثر الإنساني في ظل أيام تتفاقم وتجعل من كل عمق سطحا، وتجعل من الحياة البشرية فوضى ناعمة، بلا عمق أو رؤيا، كما أن التكاثر هو الزاوية التي وقع حشر الجسد البشري فيها، ليكون استهلاكيا وحيوانيا في إنتاجه، لا عنصر إبداع وتحرر بل عنصر يدور بين الولادة والاستهلاك، والاستعباد، والموت. نجح العرض المسرحي الراقص “ألهاكم التكاثر” في تقديم لوحات راقصة مميزة نقلت حكاية الإنسان المعاصر ويومياته في قالب رمزي عميق، ولكن لاحظنا تفاوتا في مستوى أداء الممثلين الراقصين وتباينا في إتقانهم للحركات خاصة في اللوحات الجماعية، ولكننا لا ننسى أن نلفت إلى النجاح في الإضاءة التي جاء أغلبها خطوطا متقاطعة أعطت العرض أبعادا أخرى مختلفة، في تقسيماتها وتداخلاتها. :: اقرأ أيضاً حكايات شعبية كوميدية من الجنوب اللبناني في مواجهة الواقع مليكة العاصمي: القيم التي أنصفت المرأة باتت مهددة حضور عالمي في معرض الشارقة لرسوم الطفل صدى مظلم بنية سردية عابرة للأزمنة بأجواء بوليسية

مشاركة :