رغم تقاعس النخبة مشروع فردي طموح لتحويل شوارع ليبيا إلى مكتبات بقلم: محمد ناصر المولهي

  • 8/28/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القائمون على مؤسسة أنا أقرأ يسعون إلى تعميم مبادرة بيع الكتب المستعملة في صناديق الذخيرة في مناطق أخرى من ليبيا وخلق تمرد على جغرافيا المكان.العرب محمد ناصر المولهي [نُشر في 2017/08/28، العدد: 10736، ص(15)]ذخائر المعرفة لا تصدأ لقيت مبادرة بيع الكتب المستعملة في صناديق الذخيرة التي أطلقتها مؤسسة “أنا أقرأ” بمدينة مصراتة (شرق العاصمة الليبية طرابلس) في أحد الشوارع الرئيسية للمدينة، ترحيبا واسعا من مختلف الأطياف الثقافية الليبية والعربية، حيث تهدف هذه المبادرة إلى نشر ثقافة القراءة بدلاً من السلاح. وقال مدير مؤسسة “أنا أقرأ”، سفيان قصيبات، في تصريح صحافي إن “مبادرة بيع الكتب في صناديق الذخيرة جاءت لما تحمله هذه الرمزية من استبدال الذخيرة والأسلحة بالكتاب”. وأضاف قصيبات أن “فكرة هذه المبادرة جاءت من عضو المؤسسة حمزة المغربي، وبدأت مع انطلاق ورشة عمل فنية نظمتها المؤسسة، الأسبوع الماضي، تحت عنوان الأحاسيس تتكلم في الهواء”. وأشار إلى أن الإقبال على الكتب المستعملة كان مميزا، مؤكدا أن المؤسسة تسعى إلى أن يكون الشارع الذي احتضن هذه المبادرة منبراً للثقافة وبيع الكتب، أسوة بشارع المتنبي بالعاصمة العراقية بغداد.سفيان قصيبات: نسعى إلى نشر الثقافة لمقاومة كل أشكال العنف العبثية في تصريحه لـ”العرب” يقول سفيان قصيبات “نحن نسعى من خلال مبادرة بيع الكتب المستعملة داخل صناديق الذخيرة في البراح الواسع مع الطبيعة إلى خلق تمرد على جغرافيا المكان”. بالنسبة إلى مدى تفاعل المواطنين وإقبالهم على هذه المبادرة في واقع مشحون بتبعات الحرب في ليبيا، يقول قصيبات لـ”العرب” إن “الإقبال كان متباينا، فلكل فكرة جديدة داخل كل مجتمع يكون هناك صدى مختلف حولها في القبول والتفاعل. هناك فضول وهناك ريبة، لكن أكثرية الناس تفاعلوا بشكل كبير، مثمنين ومشجعين هذه المبادرة، خاصة وأن المواطن في ليبيا مل مظاهر العنف والسلاح وأصبح يطمح إلى تقديم صور حقيقية عن هواجسه وثقافته الضاربة في العمق”. ويلفت قصيبات إلى أنه كان هناك شراء للكتب وتشجيع كبير من قبل القراء في مدينة مسراطة، خاصة وأن المبادرة اعتمدت تقديم الكتب بطريقة جديدة مبتكرة من رحم الواقع المعيش، حيث من عناصر دمار لا حياة فيها يمكن خلق الحياة، من خلال الثقافة والكتب، ولا شيء أبقى من الثقافة مهما شحن الواقع بتفاصيل وأحداث متسارعة. يضيف قصيبات “علاوة على هذه المبادرة التي لاقت نجاحا واسعا، لنا أيضا ضمن المؤسسة مبادرات أخرى مثل ‘نادي أنا أقرأ‘ وهي حملة صديق صديقك، وهي عبارة عن حملة استبدال الكتب. فنحن في النهاية نريد من الكتب ومختلف مظاهر الثقافة أن تكون هي نمط العيش والثقافة العامة لدى المواطن في ليبيا”. نسأل قصيبات عن طموحهم في قادم المبادرات التي ينوون تقديمها للمجتمع الليبي، ليقول “بالنسبة إلى طموحنا فإننا نسعى لأن يكون نادي أنا أقرأ منبرا للثقافة والمثقفين وأن تنتشر ثقافة القراءة بين الناس كسلاح لمقاومة كل أشكال العبثية”. بيع الكتب وتجميع ما يقرب من ألف و500 كتاب متنوع ليس بالأمر الهين، خاصة في بلد يعرف تجاذبات صعبة مازال يحاول الخروج من تبعاتها، لكن قصيبات يؤكد لـ”العرب” أن مبادرة بيع الكتب في صناديق الذخيرة وغيرها من المبادرات التي تقترحها مؤسسة أنا أقرأ هي مبادرات فردية وتطوعية رغم الواقع الصعب. يقول قصيبات “حقيقة نحن لا نبحث عن دعم لكي ينجح مشروعنا لا بد أن يستمر بهذه الروح التطوعية، ونحن نعمل من أجل مساندة الدولة، ومساندة كل مؤسسات المجتمع المدني الأخرى التي تعمل في صمت، أما المتاعب والمصاعب التي تواجهنا، على كثرتها، فالغريب أنها تتمثل في بعض ممن هم محسوبون على النخب المثقفة، إذ غالبا ما يشرعون في تسليط سهام النقد دون أدنى تشجيع”. ويسعى القائمون على مؤسسة “أنا أقرأ” إلى تعميم تجربتهم ونشرها في مناطق أخرى من ليبيا، بين مختلف المدن.

مشاركة :